chapter 16

117 31 79
                                    


تجلس، تلك الهزيلة على ذلك الكرسي الخشبي في الشرفة المطلة على اسطبل الأحصنة.... لقد أصبحت تلك الجميلة البريئة شخصية باردة تمتلك جمود العالم... هي اعتادت على الجلوس وحدها و التعمق بأفكارها التي ترسم لها مستقبل شنيع بين يدي الوحوش... لقد أصبحت منطفئة و هزيلة و لم تعد تقدر على المشي قدما من شدة الوهن.

لا تعرف ما الذي ينتظرها فيما بعد... هل سترى والديها و تسعد بهم.... أم ستحزن على حالها بعد، الذي سيكون دمار حياتها و مستقبلها التي بنته على كونها ستكون مع سميث حبيبها و كل ما لها.

ظلت هكذا برهة من الوقت حتى شعرت بالباب يفتح و يدلف منه شخص... لقد اعتقدت انها الخادمة فلم تبدى ردة فعل... و لكنها انتضفت فزعة عندما شعرت بيد صلبة أمسكت ذراعها بقسوة... انه ذلك اللعين جبريال.

"م.. ما.. الذي.. تر.. تريده.. مني؟!" قالتها بخوف كبير و هي تراه يقبض يده على معصمها و ينظر لها بتوعد.

" لماذا أنتي خائفة أيتها الخادمة؟!... يجب أن تشكري الرب الذي جعلك تتزوجين بالوزير"أردف كلامه اللاذع على مسامعها من ثم أكمل.

"و لكن لا تسعدي أيتها الخادمة البشعة... فأنتي ستظلين خادمة حتى بهذا القصر.... أقسم أنني سأجعلك تلعنين يوم مجيئك على هذه الحياة" نزل كلامه الصاعق على مسامعها و قلبها الخائف المرتجف.

"أرجوك اتركني... لماذا تفعل كل هذا بي أنا لم أفعل لك شيئا... أنا حتى لم أقابلك غير مرات صغيرة بحياتي" قالتها ببكاء و عتاب لذلك الحجري.

"نعم هذا ليس ذنبك أيتها الخادمة... انه ذنب ملكتكم العاهرة" بث كلامه كثم الثعابين على مسامعها.

هنا كسرت جميع قواعد القصر و رمت تضحيتها لوالديها عندما سب ملكتها و أمها الثانية.... نظرت له بغضب عارم من ثم أمسكت يده الموضوعة على معصمها و نفضتها بعيدا عنها ثم أردفت

"إياك ان تقول أي كلمة على ملكتي بلسانك القذر هذا" قالتها بشر بين أسنانها لتصدع صفعة صوتها دوى في أنحاء الغرفة لتنزل على وجهها مسببة سقوطها على الأرض بقسوة.

خرج من الغرفة لتسمع صوت ارتطام الباب بقوة معلنا عن خروج جحيمها من الغرفة.

لقد طفح كيلها و يكفي.... لقد تجرعت الإهانات و الخيبات إلا ان سئمت من البقاء على قيد الحياة.... هي الآن فقدت جميع الآمال التي رسمتها لها صديقتها و ملكتها القوية.

مضى وقت كبير على خروج دموعها من عينيها التي أصحبت كلون الدم لتنهض متجهة بشيطانها الذي رسم لها طريقا للإنتحار لتتوجه بقدميها الضعيفتان إلى المرحاض تبحث بعينيها كالمجنونة على شئ ما لم تجده لتخرج مرة أخرى.

وقع عينيها على هذا الزجاج المنثور نتيجة اصطدامها بالزهرية الزجاجية حين و قوعها لتمسك قطعة الزجاج الحادة مترددة في إنهاء حياتها البائسة هذه.... هي لم تفوز بسميث أو بوالديها أو حتى صديقتها... لذا هي ترى ان هذا الحل لإنهاء عذابها قبل ان يتزوجها اللعين.... أكبر أعداء مملكتها. 

الملاك الساقط || fallen angelWhere stories live. Discover now