قرار العُهر

بارت 40

بقلمي
الكاتبة غدير الحيدري
.......

لا يمكن للمشرد أن يستشعر الأمان يوماً
حتى وان وضعه الله في بؤرة من القصور..
تائه الروح لن يجد موطناً
فاقد الذات لم  يجد لذاتهُ المفقود حلاً
طُردنا نحنُ الذين لم نجد أهلاً
و لا سهلاً
وضاعت أمانينا سراب..
......

:دااحجي وياج ما تسمعين!؟
:يمعودة الكروة
:ما تسمعيني؟؟

التفتت علية
وكعت دمعة من عيني
مسحتها بسرعة
بلعت ريك وكلت

هُرم:وصلنا؟!
:اي هو هذا المكان اللي كلتي عنة

باوعت للمكان
صرت اتلفت
هذا او غيرة!؟

حسيت ع الرجال ينتر بعصبية

:شبييج تتصفنين انطيني الكروة وانزلي يلا وراية شغل

باوعت لروحي
شنطيك؟
تفيدك هاي الاجراس؟!
عليها بانية هواي احلام مفقودة
ويمكن بأي لحظة تتهدم!!

مديت ايدي ع اذني
جريت التراجي بقوة
حسيت بوجع رهيب
وسال الدم ع خدي

الرجال يباوع مصدوم
قدمتها الة وكلت

هرم:ذهب هاي
:خو كولي ما عندي ليش هيج سويتي؟

نزلت من السيارة وكلت

هرم:ما تعودت ع دور الضحية ع الرغم انا اكبر ضحية

سديت الباب ومشيت
وجع قوي بأذني
واحس بلاعيمي محتقنة
قهر او مرض ما اعرف..

انا وين اجيت!؟

صرت اتلفت
وتخط اقدامي الأرض
اللي كانت عبارة عن تراب مخلوط بحجر

الدمعة جامدة بعيوني
من زحمة الخيبات صرت استحي ابجي
ع كد ما خلصت ذيج الفترة دموع
خلصت دموعي اساسا..

وهسة يا هرم وين رايحة؟

صرت اسولف وي روحي وامشي
همة ما يردوني فعلا
انا ثقلت عليهم هواي
وكنت هم فوك همومهم
والا شلون قبلوا اطلع
دون ما يلحگني منهم اي شخص..

حتى ابان
ابان اللي ظنيتة متمسك
ما لحكني
وليش يجي وراية وهو طردني؟

حتى ما اظلمة
انا اللي ما ردت ابقى اكثر هناك
قطعت شوط كبير وانا ادور ع اهلي
وما لكيتهم!!

وقطعت شوط اكبر
وانا احاول اتأقلم ع وضع مو مناسب الي
وما كدرت
هذا معناه شيء واحد بس

انا من الغجر وللغجر أنتمي
لازم اتقبل حقيقة واقعي

حتى من طلعت من البيت
وركضت بالشارع
ما كان احد يتبعني
كنت اركض هربا من نفسي
من ضعفي..

ما اريد اتراجع
وحتى من صعدت التكسي
ما فكرت بأي مكان
ع الرغم اكو هواي اماكن اكدر اروح الها

لكن ما اجه ببالي سوى هاي المنطقة النائية
منطقة الغجر..
اللي عشت بيها حياتي وطفولتي
وقضيت 20 سنة من حياتي اصارع نظم الحياة هنا