الجزء الأول

27.6K 555 141
                                    

كان دكتور المادة يقف على منصته يشرح للطلاب الماكثين أمامه بالمدرج، ليُلاحظ ذلك الشاب النائم من بينهما، لينظر له وهو يقول بصوت مرتفع يصل إليه:

-" يابني هو أنت مفيش محاضرة تدخلها غير لما ألاقيك نايم، طب بتتنيل تدخلي ليه!".

وعلى سبيل الذكر، فقد كان شاب كسول، حياته مُكرسة فقط للرفاهية والراحة والنوم وعمل الفيديوهات، يمكنه فعل أي شيء عدا إنه يدرس.

رفع ذلك الشاب رأسه، ليتثاءب حتى نهض ليفتح أعينه بوهن وهو يُجيب بصوتٍ ناعس يقول:

-" ما أنا بريح ضميري يا دكتور، على الأقل أسمي دخلت المحاضرة وحضرت وحضرتك حفظت وشي ودة المطلوب".

رفع الدكتور حاجبيه بدهشة، سُرعان ما تحولت ملامح وجهه إلى أخرى غاضبة وهو يُشير بيده نحو الباب قائلاً بنبرة لا تقل عن مظهره:

-" لا ما هو أنا حفظت فعلاً، أطلع برة يا عمر ومتدخليش محاضرات تاني".

قلب عمر عيناه بملل حتى كاد أن يتحرك من أمامه، ليستوقفه دكتور المادة وهو ينظر له قائلاً بنبرة مُحذرة:

-" أستنى .. تقول لصحابك اللي بتروح تفطر معاهم بعد المحاضرة إني مش عايز اشوف وشهم هما كمان معاك، مشوفكوش غير في الامتحانات بس دة لو خليتلكم فيها أمتحانات".

إبتسم له عمر ببلاهة، ليذهب من أمامه مُسرعاً وهو يشعر بالسعادة.



بحديقة الجامعة، كان أصدقاءه يجلسون في إنتظاره، ليتساءل قاسم قائلاً بعدما رأى عمر يأتي إليهم:

-" إيه يابني كل دة".

تلاشاه عمر ليذهب يجلس على المقعد بتثاقل وهو يفرد ذراعيه قائلاً بنبرة حانقة:

-" أعمل إيه، المرة دي خد باله مني متأخر".

نظرت له جوري التى كانت تقف تعقد ذراعيها وهي تتساءل بجدية تقول:

-" عمر أنت بتستفاد إيه لما بتدخل وأنت أصلاً بتبقى داخل تنام؟".

نظر لها عمر، ليضع يديه خلف رأسه براحة وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" تخيلي أنا بعمل كل دة علشان علامة صح تتحط جنب أسمي".

لوح حاتم رأسه بنفاذ صبر لينظر له وهو يقول بنبرة غاضبة:

-" يابني الدكتور أساساً مستقصدنا، يعني حضرنا أو محضرناش كدة كدة هيسقطنا في مادته".

أعتدل عمر مرة أخرى في جلسته لينظر لهم وهو يوزع نظراته بينهم قائلاً بنبرة ضاحكة بلهاء:

-" اه ما هو قالي أنه مش عايز يشوف وشكم غير ساعة الامتحانات دة لو فيها أمتحانات أصلاً".

أليف الروح Where stories live. Discover now