الفصل التاسع عشر ( ليلة زفاف )

2.7K 248 14
                                    

كان قاسم يتجهز ليغادر باكراً، حتى دلف إليه عرباوي، نظر له قاسم ليتساءل قائلاً:

-" جهزت بدلتك ".

جلس عرباوي، ليُجيب بلامبالاة:

-" بدلة إيه، أنا هلبس عباية بيضة زي ما بنلبس هنا في أفراحنا ".

توقف قاسم عن ما كان يفعله، ليقترب منه ويضيق عيناه متسائلاً بجدية:

-" هو أنت مشوفتش أفراح مصريين قبل كدة؟ ".

تنهد عرباوي لينظر إلى قاسم بنظرته المعهودة ويُردف بنبرة حادة:

-" لا شوفت، مش معنى إني مروحتش القاهرة قبل كدة يبقى معرفش حاجة عنها ".

تراجع قاسم للخلف قليلاً أثر نبرة عرباوي الذي تخيفه دائماً، ليقول وهو يضحك:

-" خلاص يا عرباوي يبقى هتلبس بدلة، العباية البيضة دي عندنا بنروح نصلي بيها الجمعة ".

أغلق عرباوي عيناه بحنق ليعترض، ولكنه هدأ قليلاً وقال بنبرة هادئة:

-" تمام، لما ننزل القاهرة نشوف الموضوع دة ".

على الناحية الأخرى، كان قد وصل الجميع بالفعل إلى الفندق المقام فيه حفل الزفاف.

أقترب فاروق من جوري ووسن يقول بإعجاب مُبتسماً:

-" لا أنا كدة أتضايق ومحبش أن حد يشوف الجمال دة غيري ".

خجلت جوري مما قاله، لتبتسم وهي تقول بنبرة مُوترة:

-" بجد شكلي حلو، الفستان خلص في يومين ف مش عارفة شكله عامل إزاي".

إبتسم فاروق ليُجيب وهو ينظر إليها بحُب:

-" كل مرة بشوفك فيها بيبقى شكلك أحلى من إللي قبلها، كذلك كل مرة بشوفك فيها بحبك أكتر من اللي قبلها ".

نظرت جوري في أعينه بحُب كبير، وقد قطع حديثهم قدوم عمر إليهم يقول وهو يعطي هاتفه لجوري قائلاً ببلاهة:

-" خدي يا باربي صوريني مع فاروق ".

نظرت جوري له بحنق، ثم قامت بتصويره، ليرى عمر الصورة من بعد ذلك، أمتعضت معالم وجهه وهو يقول بضيق:

-" إيه يا باربي دة، أنتِ لو عايزة تطلعي البدلة إللي صارف فيها دم قلبي وحشة مش هتعملي كدة، أعدلي الزاوية ".

تنهد فاروق لينظر إلى عمر ويقول بنبرة حادة بعض الشيء:

-" عمر، أتكلم مع جوري كويس قولتلك كذا مرة ".

رفع عمر حاجبيه بدهشة، ليقول بعدما رسم ملامح متأثرة على وجهه:

-" أنت بتفضل جوري باربي الشلة عليا! تمام لحد هنا .. أنا ماشي ومش قاعدلكم فيها خالص ".

أليف الروح Donde viven las historias. Descúbrelo ahora