الفصل التاسع والخمسين ( جاء سيِد القلبْ ليسكُن بروحَ الغَزل )

3.4K 246 258
                                    

بمنزل سلمى، كان حاتم يجلس على طاولة الطعام وبجانبه روفيدة، وعلى الناحية الأخرى تجلس أمامه كلاً من سلمى ووالدتها، ليرفع حاتم رأسه عن الطعام بتوتر وهو ينظر إلى والدة سلمى، حتى حمحم ليجذب إنتباهها وهو يقول بنبرة مرحة:

-" تسلم إيدك يا طنط، البطاطس طعمها حلو أوي".

إبتسمت والدة سلمى حتى كادت أن تُجيب عليه لتستوقفها سلمى وهي تنظر له قائلة بنبرة حانقة:

-" يا سلام؟ وليه مكنش أنا إللي عملاها؟ عرفت منين أن ماما هي إللي عاملة صينية البطاطس دي".

ضحك حاتم ليُجيب بنبرة مُغيظة وهو ينظر لها:

-" أصل بصراحة يا سلمى الصينية دي متعوب عليها، معتقدش أنك لحقتي تتمكني بالسرعة دي".

ضيقت سلمى عيناها بغيظ وهي تنظر له، ليحاول هو كتم ضحكاته أثر مظهرها، حتى وجهت والدة سلمى نظرها له وهي تقول بنبرة حنونة:

-" بالهنا والشفا على قلبك يا حبيبي".

بادلها حاتم الإبتسامة بأخرى مُحبة، ليستكملوا طعامهم من بعد ذلك.

بعدما إنتهوا من إتمام طعامهم، قامت روفيدة بمساعدة سلمى في حمل الأطباق ومسح الطاولة،
لتذهب سلمى إلى المطبخ، أما روفيدة فتوجهت إلى حاتم الذي كان يجلس مع والدة سلمى بغرفة المعيشة، لتجلس روفيدة بجانبه، حتى حمحم حاتم قائلاً بنبرة أظهرت قلقه:

-" ها يا طنط، فكرتي؟".

تنهدت والدة سلمى بعمق، لتعود بنظرها إليه وهي تقول بجدية:

-" من غير ما أفكر يا حاتم أنا عارفة أني هآمن لبنتي معاك وأنك راجل وهتشيلها في عينك، بس أنا بردوا شايفة أنك مستعجل، الشقة لسة مخلصتش يابني".

أعتدل حاتم في جلسته ليُجيب بنبرة مُتلهفة يقول:

-" يا طنط والله الشقة خلاص قربت تخلص من مجاميعها مش هيبقى فاضل غير العفش ييجي والشقة تتظبط أخر مرة وخلاص على كدة، وكمان عقبال ما ننزل نشوف قاعات والحجز ممكن يخلينا نستنى شهرين ف دي حاجة كويسة علشان نلحق نخلص إللي ورانا".

كانت والدة سلمى تستمع له وهي تُفكر في حديثه، لتنظر لها روفيدة قائلة بنبرة درامية:

-" جرا إيه يا ماما زيزي، هو إبننا مش قد المقام ياختي ولا إيه! مش شايفة أنك مضيقاها عليه شوية، دة مليون واحدة تتمناه لولا أنه مش حابب غير بنتك المحروثة".

توسعت أعين حاتم بصدمة وهو يستمع إلى كلماتها أثر تلك الطريقة التى تتحدث بها وكإنها إمرأة، لتتصنم سلمى هي الأخرى وهي تمسك بيديها صينية الشاي، أما والدة سلمى فقد نظرت إلى روفيدة بحاجبان مرفوعان وأعين متوسعة أثر دهشتها.

أليف الروح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن