الفصل السابع والسبعين ( رُسِمت بألوان ربيعية أطغى عليها بلونِ عِيناه )

2.9K 224 193
                                    

كان يجلس على صخرته المُعتادة ينتظرها، حتى أتت هي من خلفه بهدوء، ألتف لينظر لها حتى قال بنبرة مُتعجبة:

-" أتأخرتي ليه؟".

جلست غزل بجانبه وهي تأخُذ أنفاسها حتى قالت بنبرة حانقة:

-" ما طبيعي هتأخر، إللي يطلع على جبال الهيمالايا دي طبيعي يتأخر".

ضحك عرباوي وهو ينظر لها، لتتنهد بهدوء وهي تنظر له قائلة بنبرة أظهرت ضيقها:

-" مش هينفع أتأخر علشان بابا وماما بيجهزوا خلاص وهنمشي".

إبتسم عرباوي ليومىء برأسه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" متقلقيش، بس قولت لازم أكيد هشوفك قبل ما تمشي، هما خمس دقايق وبعدين هنروحلهم مع بعض".

رفعت غزل حاجبها لتقول بنبرة حانقة يشوبها السخرية:

-" خمس دقايق؟ وجاي على نفسك كدة ليه، هو أنت كمان زهقت مني؟".

نظر عرباوي للسماء من أمامه وهو يضحك، حتى عاد بنظره إليها مرة أخرى بعدما إبتسم بسمة صافية، ليقول بنبرة لينة وهو ينظر لها:

-" أنتِ عارفة أول مرة قعدنا فيها مع بعض قولتيلي نفس الكلمة دي، عارفة ساعتها كنت عايز أقولك إيه؟".

عقدت غزل حاجبيها بإستفسار وهي تنتظر إكمال حديثه، ليبتسم عرباوي وهو يُطالعها قائلاً بصوتٍ رخيم:

-" كيِفَ تكِفُ الروُحُ عنِ الروُحِ،والروُحُ في الروُحِ تُقِيمُ".

أرتسمت البسمة على محياها بإتساع، لتنظر للسماء من أمامها وهي تهرب من نظراته لها بخجل، حتى تنهدت بهدوء، لتعود بنظرها إليه وهي تقول بنبرة حزينة:

-" أنا مش عايزة أمشي، عايزة أفضل هنا علطول، ومش عايزة أسيبك".

أقترب منها عرباوي قليلاً لكي يُعانق كتفها، ليُضمها إليه وهو يقول بنبرة لينة:

-" وأنا لو عليا مش عايزك تبعدي عني يا غزل، كنت على الأقل عايز أوصلكم بس طلع معايا شغل كتير الفترة دي، بس معلش .. كلها سنتين، المهم تشدي حيلك".

أعتدلت غزل لتوجه نظرها إليه، حتى قالت بنبرة مُرتبكة:

-" موعدكش بصراحة، سنة تانية صعبة أوي يا عرباوي، دة غير أني مفتحتش المنهج من أول السنة".

ضيق عرباوي جفنيه ليتساءل بجدية:

-" بتلمحي لإيه؟".

إبتلعت غزل ريقها بتوتر ظهر عليها، لتُحمحم حتى قالت بنبرة مضطربة:

-" مش بلمح لحاجة والله، بس في مادة كدة .. إحتمال يعني والله أعلم .. نصيف أنا وهي مع بعض".

أليف الروح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن