الفصل الثالث عشر ( كلِمات صادقة )

3.1K 251 43
                                    

بمنزل عمر، كان ينام على فراشه حتى دخلت إليه والدته لتقترب منه وهي تهز كتفه قائلة:

-" قوملي".

أنتفض عمر بفزع ووسن يقول وهو مغلق عيناه:

-" في إيه الساعة كام ".

أجابت والدته بحنق تقول:

-" الساعة ستة ".

ليفتح عمر كلتا عيناه ويعتدل ليجلس على الفراش ويقول بغضب:

-" الساعة ستة! حد يصحي حد الساعة ستة يوم الجمعة يا أمي ليه دة بياع اللبن لسة نايم ".

وضعت والدته يدها في خصرها وهي تقول بغضب وصوت مرتفع:

-" لا وأنت الصادق الساعة ستة بليل، قوم فز بقالك يوم نايم إيه منمتش قبل كدة ".

ليتثاءب عمر وهو يلوح بيديه قائلاً بسعادة:

-" أه يا أمي أحلى نومة والله ".

ضيقت والدته عيناها لتتساءل قائلة:

-" هو مش أنت قولت أنك قدمت ورقك في شركة؟".

نهض عمر ليُجيب بلامبالاة:

-" أه بس هما مقبلونيش ".

ضربته والدته على صدره ليجلس مرة أخرى على الفراش، فوسنت تقول بغضب:

-" ليه أن شاء الله ناقصك أيد ولا ناقصك رجل ".

توقف عمر مرة أخرى وهو يقول ببلاهة:

-" ناقصني شغف يا أمي، أصل أنا راحت عليا نومة ومروحتش الانترڤيو ".

شهقت والدته وهي تضع يدها على صدرها، وأردفت بنبرة باكية:

-" أنت ناوي تجيبلي جلطة ".

رفع عمر حاجبيه ليقترب ويربت على كتفها وهو يقول:

-" بعد الشر عليكي يا ماما ليه بس بتقولي كدة ".

أمسكت بيده لتضعها بعيداً عنها، ثم رفعت يديها للسماء وهي تقول:

-" يارب، أنت عالم باللي بيحصل فيا ".

كان عمر على وشك الخروج من الغرفة، لكنه ألتف لينظر لها قائلاً بعجرفة:

-" أنا كنت حاطط الخطة ب وقدمت ورقى أمبارح في شركة غيرها، وبعدين زي ما بيقولوا غيرها في خيرها، فين فاروق بقى ".

قال عمر أخر كلماته متسائلاً، لتقول والدته بحنق وهي تنظر له:

-" إسمها خيرها في غيرها يا حبيب أمك .. فاروق في أوضته ".

ليخرج عمر من غرفته وهو يقول بصوت مرتفع:

-" أدعيلي ربنا يوقفلي ولاد الحلال بقى ".

أليف الروح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن