الفصل الثامن والثمانين ( بقُربك أزهر، فما رأيك ببناء حقل؟ )

3K 240 282
                                    

كانت تقف أمام المرآة تُطالع هيئتها بسعادة شقت تعابير وجهها، وهي ترتدي قُفطان من اللون النبيذي ( مكون من قطعتين، الأولى فُستان مُفصل على شكل جسدها باللون البيج، يعتليه قُفطان نبيذي اللون به تطاريز ذهبية تجعل مظهره أفخم )، يُشبه أحد القفاطين والفساتين التركية بالطبع كما أرادت، وتضع فوق رأسها طرحة تدلت لأسفل ظهرها قليلاً من نفس اللون، لتضع تاج صغير يظهر بعض خُصيلات شعرها التي أنزلتها على وجهها، وبعض مساحيق الجمال بجانب أحمر الشفاه الذي لاق مع ما ترتديه.

ألتفت غزل تنظر إلى الفتيات وهي تراهم يرتدون فساتين مُشابهة لما ترتديه، حتى تنهدت لتبتسم بإتساع وهي تقول بنبرة مُحمسة:

-" أنا متحمسة أوي".

كانت تالا تقف بجانبها تضع قرط صغير بأذنها، لتلتفت تنظر لها وهي تقول بنبرة سعيدة أثناء مُطالعة مظهرها بإعجاب:

-" شكلك حلو أوي يا غزل، مش هتصوري شكلك لعرباوي؟".

فتحت غزل فمها بتذكر وهي تذهب لتأخذ هاتفها قائلة بنبرة سريعة:

-" فكرتيني، لازم طبعاً أوريه".

ألتقطت غزل بعضاً من الصور لنفسها، لتُعطي الهاتف من بعد ذلك لتالا حتى تقوم بتصويرها، حتى ولجت إليهم فدوى تقول بنبرة سريعة:

-" أنتوا واقفين هنا ليه كلكم؟ يلا أطلعوا".

كانت جوري تضع أحمر الشفاه، لتلوح برأسها نحو فدوى وهي تتساءل بنبرة حزينة:

-" غزيل مجتش؟".

تنهدت فدوى لتنفي رأسها بضيق، حتى قالت غزل بنبرة أظهرت ضيقها وحُزنها:

-" كان نفسي تيجي أوي".

نظروا جميعهم إلى بعضهم البعض بصمت، لتتنهد غزل حتى قامت بوضع طرحة القُفطان على وجهها ليخفيه قليلاً، حتى خرجت الفتيات تباعاً خلف بعضهم.


بالخارج، كانت والدة غزل تُرحب بصديقات إبنتها، حتى ألتفت لتنظر لها بعدما خرجت وهي تضحك قائلة بنبرة ساخرة:

-" ومين إللي هيشيلك الطرحة دي إن شاء الله؟ أكيد مش هتطلعي عرباوي وسطينا".

تنهدت غزل بنفاد صبر، لتقول بجدية وهي تنظر لها:

-" سيبيني يا ماما أنا عارفة بعمل إيه".

كانت فدوى تمسك بروڤان على ذراعها، لتنظر إلى والدة غزل وهي تقول بنبرة ساخرة:

-" ولسة يا طنط، هنخليها تعيط دلوقتي".

وضعت والدتها يدها على صدرها وهي تقول بصوتٍ مرتفع:

أليف الروح Donde viven las historias. Descúbrelo ahora