الثامن والثلاثين ( ماذا ينوي؟ )

2.6K 211 32
                                    

كان حاتم يقف بالبقالة ليقوم بشراء بعض المشتريات قبل ذهابه إلى عمله، حتى رأى أمامه سلمى، إبتسم تلقائياً عندما رآها ليقترب منها يقول بنبرة مُحبة:

-" أنا كدة اتأكدت أن يومي من أوله لأخره هيكون حلو".

ألتفت سلمى لتنظر له بفزع، ثم تنهدت براحة وأردفت وهي تضحك:

-" دة ليه بقى ".

إبتسم حاتم ليُجيب وهو ينظر لها:

-" وهو دة سؤال، علشان أصطبحت بوشك أكيد".

تلاشت إبتسامة سلمى تدريجياً لتردف بجدية قائلة:

-" أصطبحت! أنت شايفني ورقة بفرة يا حاتم؟".

نظر لها حاتم ليقول بحنق:

-" ورقة بفرة؟ تصدقي أنا غلطان ".

نظرت له سلمى ببرود، ثم قامت بأخذ حقيبة المشتريات ليردف حاتم قائلاً بصوت مرتفع:

-" الحساب عندي يا عم فتحي متاخدش حاجة من الدكتورة".

ثم عاد بنظره مرة أخرى إلى سلمى ليقول مُبتسماً بنبرة جادة:

-" وأتفضلي بقى يا دكتورة على إمتحانك علشان متتأخريش، عايزينك تخلصي وتتخرجي بسرعة بقى في ناس مستقبلهم واقف عليكي هنا".

نظرت له سلمى تضحك بشدة، ثم ذهبت من أمامه بعدما ودعته بنظراتها، لينظر حاتم في أثرها، يقول وهو يضحك مُحدثاً نفسه:

-" أحلى ورقة بفرة في حياتي ".



بغرفة غزل، كانت تقف أمام المرآة تقوم بتمشيط شعرها وتضع الفرشاة أمام فمها وتتمايل مع كلمات الأغنية قائلة بإبتسامة:

-" هو ده إللي كان ناقصني .. حلو وكاريزما وعاجبني .. قلبي شافه نطّ فجأة .. من مكانه وقام بايسني .. أما عن احساسي بيه .. أحكي إيه انا ولّا إيه .. مش مبالغة ومش بهزر .. فين هلاقي كلام يعبر".

في تلك اللحظة دخلت إليها والدتها لتعقد حاجبيها بتعجُب مما تفعله، لتقترب تتساءل بجدية:

-" هو مين دة يا قلب أمك إللى باسك؟".

فزعت غزل لتمسك بموضع قلبها، ثم أقتربت لتقوم بإغلاق الأغنية وهي تُجيب بنبرة مُهتزة:

-" في إيه يا ماما بغني إيه مغنيش هو لازم يكون في مغزى ورا الأغنية يعني!".

ضيقت والدتها عيناها بشك ثم قامت بوضع يدها أسفل ذقنها لتقول:

-" ما هي حمقتك دي أكبر دليل أن في مغزى يا أغبى خلق الله".

إبتلعت غزل ريقها بتوتر وهي تدور بأعينها في كل مكان لتهرب من نظرات والدتها، لتنظر لها والدتها مرة أخرى وهي تقول بنبرة خبيثة:

أليف الروح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن