الفصل الواحد والثلاثين ( ليلة دافئة )

2.7K 240 19
                                    

بالمقابر، كان حاتم يقف عاقداً ذراعيه يتابع روفيدة التى كانت تجلس بجانب قبر والدتها تطالعه بأعين دامعة وهي تقول بنبرة باكية:

-" وكمان أكلت كوثة، وطلع طعمها حلو أوي".

كان حاتم يطالعها بإبتسامة مُنكسرة، لتلتفت له روفيدة تمد بيدها له، حتى أقترب هو منها يمسك بيدها، لتنظر روفيدة مرة أخرى إلى قبر والدتها وهي تقول بنبرتها الباكية:

-" وإمبارح حاتم مثابنيش أنام لوحدي وفضل قاعد معايا من بعد ما جه من عندك".

جلس حاتم بجانبها وهو يضمها إليه، لتمسح روفيدة دموعها وهي تتساءل بنبرة مُختنقة أثر بكاءها:

-" أنتِ كدة مبثوطة مننا صح".

مال حاتم عليها ليردف بإبتسامة على وجهه:

-" أكيد مبسوطة مننا، وبتبصلنا دلوقتي وبتضحك".

تنهدت روفيدة وهي تومىء برأسها، لينهض حاتم، حتى نظرت له لتنهض هي الأخرى وهي تنظر إلى قبرها قائلة بنبرة هادئة:

-" إحنا هنمشي وهنيجي تاني، حاتم قالي أننا هنيجي كل شوية نزورك".

نظرت له بأعينها وكأنها تُريد التأكيد من صدق حديثه، ليومىء لها حاتم برأسه مُطمئناً، من ثم ينظر إلى قبر والدته وهو يُكابح دموعه أن لا تظهر، حتى أمسك بيد روفيدة وذهب كلاً منهم إلى المنزل مرة أخرى.



أستيقظت غزيل لتتجهز من ثم تهبط إلى الأسفل، وبعدما أنتهت هبطت إليهم لينظر لها قاسم وهو يأكل قائلاً بنبرة ساخرة:

-" أتمنى تكون النومة عندنا عجبتك".

قلبت غزيل عيناها بملل لتقترب تجلس بجانب مُهاب الذي نظر إلى قاسم قائلاً بنبرة هادئة وهو يضحك:

-" أكيد أوضتك كانت وحشاك".

عاد قاسم بظهره إلى الخلف مُستنداً على مقعده براحة وهو يومىء برأسه قائلاً بنبرة هادئة يشوبها المرح:

-" وحشاني بس، دة أنا مكنش هاين عليا أسيب السرير، بيتنا كان واحشني أوي يا بابا".

نظر له مُهاب يضحك وهو يلوح رأسه بيأسٍ، لتبتلع غزيل ما بفمها حتى تنظر بعد ذلك إلى مُهاب تتساءل بنبرة هادئة:

-" إحنا المفروض هنرجع أمتى؟".

نظر لها مُهاب ليُجيب مُبتسماً بنبرته الهادئة:

-" كمان يومين، العزا يخلص وهنرجع علطول".

أومأت له برأسها، لتعود للنظر إليه مرة أخرى وهي تتساءل بتذكر:

-" هو فين عرباوي ومصعب؟ ".

كاد مُهاب أن يجيب ولكن أستوقفه قاسم مُضيقاً عيناه يتساءل بجدية قائلاً:

أليف الروح Donde viven las historias. Descúbrelo ahora