الفصل السادس عشر ( بداية القصة )

3.1K 247 20
                                    

كان قاسم يتجهز ليخرج من منزله الصغير الذي أعتاد عليه وأصبح يحبه كثيراً كما أحب القرية بأكملها.

ليصل من بعد ذلك إلى ساحة طحنان بيدر الذي يجتمع فيها الجميع ويقام بها جميع المناسبات والمعارك يوم الجمعة، ليقترب من غزيل التى كانت تقف بجانب الفتيات والسيدات يساعدونها في تحضير الطعام.

وسن قاسم يقول بإبتسامة:

-" صباح الفل ".

نظرت له غزيل وهي تقوم بتحضير الطعام لتُجيب مُبتسمة:

-" صباح الخير ".

كان قاسم يقف يضع يده بجانبه ليتساءل قائلاً:

-" محتاجة أي مساعدة ".

نفت غزيل برأسها ثم أشارت إلى الخيمة قائلة:

-" لا البنات بيساعدوني، عرباوي قاعد مستنيك ".

إبتسم قاسم ثم تركها وذهب إلى عرباوي، بعدما دلف إلى الخيمة أردف بثقة قائلاً:

-" أنا جاهز، ومش هتفلت مني النهاردة ".

كان عرباوي يجلس ينظر في هاتفه، حتى نظر إليه وقال وهو يضحك:

-" والله أنا خايف عليك مني ".

ذهب قاسم ليجلس بجانبه، ثم حمحم وقال بنبرة يشوبها القليل من الترجي:

-" عرباوي، أنا عارف أن مهما حصل عمري ما هوصل لمستواك في ضرب النار ولا التحطيب ولا هعرف أعمل أكل حلو زيك، الله يباركلك خليك حنين عليا ".

رفع عرباوي حاجبيه متصنع التعجُب وهو يقول:

-" يعني عايزني أسيبك تكسب! ".

لوح قاسم بيده ليُجيب بثبات قائلاً:

-" لا، أنا مقولتش كدة ".

ليردف مرة أخرى بغضب طفيف تلك المرة:

-" أنا قصدي خليك عارف إني لسة مبتدأ وأنت بأتنين قدامي وأتنين على واحد مش رجولة ".

ضيق عرباوي عيناه لتظهر حدتهما، ليترك الهاتف من يده ويضعها في جيبه وهو يقول بنبرة حذِرة:

-" هي إيه اللي مش رجولة ".

أمسك قاسم بيده ليُجيب بخوف وهو ينظر له:

-" متتهورش مش قصدي والله أنت أكيد عارف أنا قصدي إيه، هو الواحد لما بيتكلم بجد مش بيبقى عارف هو بيقول إيه ".

نظر له عرباوي بعدما رسم إبتسامة خبيثة على وجهه:

-" ماشي يا قاسم، أنا هبقى حنين معاك ".

ربت قاسم على كتفه وهو يقول بسعادة:

-" أخويا اللي مجابتهوش أمي والله ".



أليف الروح Donde viven las historias. Descúbrelo ahora