الفصل الثاني والسبعين ( من دواعي سرور قلبي أنك الأحب له )

3K 234 263
                                    

أمام ذلك المعمل الطبي، وقفت ثلاثتهم ينظرون إلى بعضهم البعض بصمت، حتى كسرت ذلك الصمت غزيل التى كانت تنظر للفراغ من أمامها بفاهٍ مفتوح مُنذ عِدة دقائق، لتبتلع ريقها أخيراً وهي تُطالعهم بترقب قائلة بنبرة مُهتزة:

-" طيب، هعمل إيه دلوقتي، هقوله إزاي".

لوحت جوري برأسها وهي تضحك لتُجيب بنبرة مُحمسة تقول:

-" والله هيتبسط أوي يا غزيل، شيلي الأفكار دي من دماغك قولتلك مفيش حد مش بيتبسط بخبر زي دة".

أخذت غزيل تتنفس بخوف وهي تستمع إليها، لتوجه نظرها من بعد ذلك إلى فدوى التى قالت بنبرة خبيثة:

-" الكُل عندكم في البيت، أنا طلبت منهم كلهم ييجوا".

توسعت أعين غزيل بدهشة لتقول بنبرة سريعة مُنفعلة:

-" ليه يا فدوى! عرفتي إزاي أصلاً أن الخبر كان ممكن يكون صح".

دارت فدوى بأعينها في الفراغ وهي تلوح رأسها بعدم تصديق، لتعود بنظرها إلى غزيل تقول بجدية:

-" يا غزيل أنتِ عبيطة؟ ما إحنا عارفين ومتأكدين من إمبارح لكن أنتِ إللي عايزة تتأكدي وأديكي أتأكدتي، عايزة تتأكدي أكتر من كدة إيه تستني لحد ما بطنك تبقى مترين قدامك ولا ساعتها هتقولي قاولون؟".

إبتلعت غزيل ريقها بخوف، لتبتسم من بعد ذلك ببلاهة بعدما تأكدت من صحة ذلك الخبر، حتى نظرت لهم لتقول بنبرة حاولت جعلها ثابتة:

-" الحمدلله، بس أنا هقوله قدامكم كلكم، ربنا يستر بقى وأعرف أقول علشان أنا خايفة".

أقتربت منها جوري لتتمسك بذِراعها برفق وهي تتساءل بنبرة هادئة:

-" غزيل، أنتِ فرحانة ولا لا؟".

وجهت غزيل رأسها إليها قليلاً، لترفع كتفيها بتلقائية تزامناً مع لمع تلك الدموع بأعينها وهي تقول بنبرة محشرجة:

-" مش عارفة أحدد يا جوري، بس أنا مبسوطة، بس خايفة من ردة فعل قاسم".

ضربت فدوى كف بكف وهي تستغفر ربها بنفاذ صبر، لتنظر من بعد ذلك إلى غزيل وهي تقول بنبرة حادة تمكنت منها:

-" أستغفر الله العظيم يارب، يا بنتي هو أنتوا متجوزين في الحرام؟ دة جوزك يا غزيل هيزعل ولا يتعصب ليه متعصبنيش بقى أنا بحاول أبقى كويسة معاكي من إمبارح لكن أنتِ مصممة تتغابي".

ذمت غزيل شفتيها بحُزن وهي تبكي، لتوجه جوري نظرها إلى فدوى وهي ترمقها بحِدة لينة في نفس الوقت، لتلوح لها فدوى بيدها، حتى عادت جوري بنظرها إلى غزيل وهي تبتسم قائلة بنبرة مُحبة:

أليف الروح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن