اِبْــنَـةٌ الــدُوق 14

3K 118 9
                                    

في القصر : الساعة 8 صباحاً

جلست على احدى مقاعد الحديقة افكر بطريقة للهروب من القصر. ادركت بأن عندما كنت في الفيلا لم يكن يوجد حراسة كثيفة مثل الذي في القصر و كان الهروب سهلاً علي.
لكن الأمر كان مختلف في القصر. جميع الأبواب الرئيسية مراقبة كما بأن يوجد في كل ساعة تبديل حراسة. و كان يجب علي اخذ احدى الأحصنة من الأسطبل لأن المكان التي التقينا انا و (لوسيو) فيه لأول مرة، كانت بعيدة من القصر.
و بينما كنت افكر جائت الخادمة و قالت :

" اسفة على ازعاجك، يا سيدتي. لكن السيدة (إليزابيث) تدعوكِ على الفطور"

ابتسمت لها و ذهبت معها إلى غرفة الأكل.
رأيت (فرانز) و امه جالسين على المائدة. نظرت إلى الطاولة الطعام و تفاجأت من كبر حجمها و كمية الأكل. كان يوجد جميع انواع المربى و الجبن. و مشروبات مثل العصير الحليب الشاي و الماء .

"اظن بأن يجب عليكِ تعلم القوانين هنا. لماذا تأخرتي على موعد الطعام؟ "

قالت (اليزابيث) بنبرة غاضبة. كانت (إليزابيث) المتحكمة في القصر. كل شيئ كان تحت سيطرتها. و اذا خالف أحد أوامرها تصرخ وتغضب كالمجنونة. منذ قدومي إلى القصر تشجرات مع اكثر من تسعة خادمات و طردت ستة منهن.
لم يعجبني طريقتها بالكلام معي و قلت لها بكل ثقة :
" اظن بأنكِ تحتاجي إلى من يخبرك بأنني اصبحت الملكة هنا. و انا من تقرر متى أكل ومتى لا"
رأيت (فرانز) يضحك بسرية و بصوت خافت. و كأن اعجبه ما قلته لأمه. ثم نظر إلي بإعجاب و أشر لي لكي أجلس على الكرسي بجانبه. نظرت (إليزابيث) إلي بحقد و اكملت الأكل دون أي صوت. جلست على المائدة و اكلت معهم.
اخذت وقتي وانا اتذوق جميع انواع الجبن و المربى التي كانت على المائدة. كنت أكل بسرعة لدرجة بأني لم الاحظ ذهاب (إليزابيث) من غرفة الأكل. بقينا انا و (فرانز) على المائدة. لكن لاحظت بأنهُ لا يأكل. كان ينظر إلى بإبتسامة على وجهه ثم قال وهو يضحك:
"اظن؛ يجب علينا بأن نكثر الأكل على الطاولة"
توقفت للحظة و ادركت بأنني التهمت نصف الأكل التي كانت على المائدة. مزحت ثم قلت و فمي مليئ بالاكل:
" اذا لم تذهب، ثوف أكلك ايضاً"
ضحك (فرانز) بصوت عالي و بدأت اضحك معه.
في الأسطبل : الساعة 10 صباحاً

بعدما ارتديت ملابس مناسبة لركوب الخيل ذهبت إلى المكان الذي احبه جداً. كان الأسطبل أكبر من التي في منزلي و يوجد الكثير من الأحصنة. مشيت بينهم و بدأت اتذكر (ميزيمو).
مع أنني كنت افتقد حصاني (ميزيمو) لكن لم يكن لدي أي صعوبات في التعرف على حصان اخر. كان عندي خبرة في الأعتناء و فهم الخيول لأن  (جيلفر) علمني عندما كان يشتغل عندنا. عندما كنت امشي في وسطهم رأيت حصان ابيض اللون ينظر إلي وكأنه يقول: خذيني معكِ. و بالفعل داعبته و أخذته معي للتنزه في الحديقة. و بينما كنت امشي معه و أحاول اصنع رابطة بيننا رأيت (فرانز) يأتي نحوي ويقول :
" هل شفيت قدميكِ؟"
جاوبته:
"نعم، حتى بأنني سوف اركب الخيل الأن و اذهب إلى القرية "
تكلم بأستغراب:
"هذا يومك الثاني كـ ملكة و تريدين الذهاب من هنا؟"
نظرت إليه بكل ثقة وقلت :
"لن اكون ملكة إذا بقيت في القصر دون التعرف على الشعب و مطالبه"
اخرج الهواء من فمه وقال:
" لكن ربما يفعلو بكِ شيئ، لا تذهبي."
ضحكت و قلت له:
" إذاً حاول منعي!"

ركبت الحصان و هربت متجهة بسرعة نحو الباب الرئيسي

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

ركبت الحصان و هربت متجهة بسرعة نحو الباب الرئيسي. ادرت رأسي إلى الوراء و رأيت (فرانز) يركض ولكنه سرعان ما استسلم عندما رأى والدته تناديه.
قلت في نفسي:
" خطتي نجحت!"
ذهبت بالحصان إلى الغابة، المكان التي التقيت بـ (لوسيو).

في الغابة : الساعة 12 بعد الظهر
بعد عناء طويل عثرت على المكان. و ربطت الحصان بالشجرة ثم تذكرت عندما كان (لوسيو) يحاول اخذ الحبل مني و عندما حملني و وضعني فوق الحصان. ابتسمت وانا اتذكر كل الأحداث التي حصلت معنا و بعدها مشيت وانا انظر إلى الأماكن الخلابة و اسمع أصوات العصافير.
"تأخرتي كثيراً"
سمعت صوت (لوسيو) وهو يأتي من خلفي.
ضحكت وقلت :
"لقد جربت عناء الهروب من القصر قبلي"
صمت لبعض الوقت ثم تكلم بجدية وقال:
"لقد دعوتكِ إلى هنا لكي تساعديني في خطتي"
نظرت إليه بتسأل. ثم جاوب قبل أن اسأله :
" بما انكِ اصبحتي جزء منهم، اريد منكِ بأن تتجسسي عليهم. يوجد في القصر إثباتات تدل على خيانة الضابط (توماس) لأبي. اريد منكِ أن تبحثي عنهم و طعتيني إياه. عندما أخذه، يمكنني الذهاب إلى المقر العسكري و إثبات بأن والد (فرانز) كان خائن. وبأنني أبن الملك الحقيقي."

لم اكن اعلم من هو (توماس) لذا سألته الكثير من الأسئلة و قال كل شيئ من البداية...
عندما انتهى الحديث و دعته و ركبت الحصان ثم ذهبت. كانت الغابة واسعة جداً و لم تساعدني ذاكرتي على حفظ الطريق. ولم أكن اعرفه إلى اين سيؤدي الطريق التي اسلكه. بعد ساعات اختفى اشجار الغابة تدريجياً و بدأت ارى القرية من بعيد. اخذت نفساً عميقاً و نزلت من على الحصان ثم مشيت نحو القرية.

في القرية:
كنت امشي و اتفقد الأماكن بفضول. كان يوجد متجر مواد غذائية و مقابله متجر للأقمشة...
لكن لاحظت اثنين من الجنود يدخلون بعصبية في احدى المتاجر. تتبعتهم بدافع الفضول و رأيتهم يتشاجرون مع فتاة في العشرين من عمرها. سمعت  الفتاة تقول وهي خائفة:
"انا اصنع الأعشاب الطبية بنفسي"

ثم دفعها الجندي بوحشية و قال:
"انتي معاقبة على سرقة الأعشاب من قطعة أرض خاصة."
ثم القو الفتاة على الارض و بدأو يتحرشو و يضربوها. تذكرت عندما حاول احدى جنود (فرانز) بالتحرش بي أيضاً. ارتعش جسدي عندما كنت اتذكر تلك اللحظة. لذا قررت بأن اتدخل و انقذ الفتاة المسكينة من المتوحشين.
دخلت بسرعة إلى المحل و صرخت عليهم :
" أنا ، الملكة (سيسيليا بوكستن) ، آمركم بتحرير هذه الفتاة، فوراً!"
___________________________________
يتبع.....

اِبْــنَـةٌ الــدُوق - the duke's daughterWhere stories live. Discover now