اِبْــنَـةٌ الــدُوق 22

2.4K 88 15
                                    

**اخذه (فرانز) ونظر إلي و قال :
"حان وقت إيقاف الحرب الأن"
ابتسمت له و أومأت برأسي. **

ثم توجهنا إلى غرفة المعيشة مع الخدم في القصر. طلبنا منهم أن يجهزوا حقائب السفر للغد. لأن الطريق إلى هنغاريا طويل و ربما نحتاج ليومين حتى نعود. بعدما بقينا انا و (فرانز) بمفردنا في الغرفة، طلب مني :
"لا يمكننا الذهاب و إيدينا فارغة. هل لديكِ فكرة عن الهدية للملك او للملكة؟"
صمتت لبعض الوقت و اجبت بعد تفكير :
"اعلم ما سوف اشتريه للملكة لكن سأترك هدية الملك عليك. اوه، و يجب علي أن اذهب إلى المدينة لشرأها"
اجاب (فرانز) بجدية:
"انها ملكة! هل انتي متأكدة بأنكِ ستجدين هدية فخمة لها في المدينة؟ "

" لا أظن بان الهدية يجب أن تكون فخمة ليعجب شخصاً"
أجبته، ثم خرجت من الغرفة و أتجهت إلى غرفتي. و عندما فتحت الباب ارعبني وجود (إليزابيث) مع العاملة في الغرفة. كانت (إليزابيث) تنظر إلي بغضب و كأنها اكتشفت شيئاً ازعجها. قالت بعدما اشرت بإصبعها نحو الاريكة الذي كان ينام عليها (فرانز) وقالت:
" هل تجعلين أبني يانم هناك؟!"
حاولت تجميع نفسي ثم اجبتها بسخرية:
"ها، وهل اعترفتي يوماً بأن لديكِ ابن؟"
صمتت (إليزابيث) ثم غيرت الموضوع قائلة:
" انا لم ازوجكِ (بفرانز) لتسيطري عليه، بل لكي تصبحي زوجته و تطيعي كلامه و كلامي"
اقتربت منها و قلت لها:
"نحن سعيدين معاً، لذا لا تدخلي في حياتنا! والأن اخرجي من غرفتنا. "
جاءت بضع خطوات نحوي ثم همست في اذني:
"سوف تندمين على افعالكِ هذا!.."
ثم خرجت مع العاملة من الغرفة و اغلقت الباب. اكتشفت بعدما خرجوا بأنها تتجسس علينا من خلال العامليين في القصر لذا قررت بأن اتصرف بحذر اكثر.
بعد بضع دقائق نزلت من على الدرج و طلبت من الحارس بأن يجهز العربة لكي نذهب إلى المدنية. ودعت (فرانز) و ركبت العربة.
في المدينة : الساعة 11 صباحاً
كنت اتمشى بين الناس و ادخل إلى متاجر المدينة. كل ما كانت حجم المتاجر اكبر، ازدادت عدد الهداية. كنت استمتع بالنظر إلى الأعمال اليدوية الذي تعبوا الناس لكي يصنعوه. اشتريت هدية الملكة و اخذت معي بعض الأعمال التي اعجبتني. و بينما كنت امشي، تعرفت على متجر (جوليا) من بين كل المتاجر هنا. كان رائحة الأعشاب تفوح في كل مكان و كان يتواجد الكثير من الورود عند الباب. ذهبت عندها و تفاجئت برؤية (لوسيو) في المحل :
"(لوسيو).. (جوليا).. مرحباً"
قلت بتردد. ابتسمت (جوليا) و لوحت لي ثم اتجهت نحوي قائلة :
"لقد أخبرني (لوسيو) للتو عن القوانين الجديدة الذي وضعتوها. شكراً لأنكِ اعطيتنا نحن النساء حقوقنا و..."
لم اكن اركز على كلام (جوليا) ، كنت انظر بين الحين و الأخر نحو (لوسيو) و أسأل نفسي ما علاقته (بجوليا).. اجبتها بعدما انتهت من الكلام:
" العفو، لقد وعدتكِ بأنني سأنقذ الجميع من ظلم (إليزابيث) "
احضنتني (جوليا) و كانت سعيدة جداً. كان لوسيو خلفها بخمس امتار و ينظر إلينا. بعدما حضنتني (جوليا) لوقت طويل قال :
" اظن بأنكما إصدقاء منذ زمن؟!"
سحبت (جوليا) يديها عن كتفي وأجابت بابتسامة :
"اوه لقد نسيت ان اعرفكِ على صديقي. اسمه (لو).."
قاطعتها و اجبت عنها:
"(لوسيو)..."
نظرت (جوليا) إلي مصدومة و كانت على وشك ان تسألني. لكن (لوسيو) قاطعها و قال:
"نعم..، لقد التقينا و تعرفنا على بعض من قبل."
ذهبت (جوليا) نحو (لوسيو) و ضربت بيديها على ذراع (لوسيو) و قالت:
" ههه، تعرفت على الملكة و لم تخبرني؟! اهبل!!"
أجبتها بإبتسامة:
"ههه، إنها قصة طويلة.. حينها لم أكن الملكة.."
ثم بدأنا (لوسيو) و انا نحكي لها عن لقائنا. بعد ساعة من الضحك و السرد. اكتشفت بأن والدة (جوليا) هي من ساعدت الملكة في إنجاب (لوسيو) لأنها كانت طبيبة ناجحة. و بعدما هجموا الجيش إلى القصر أوصى الملك الطبيبة، والدة (جوليا)، أن تعتني (بلوسيو). ثم كبروا (جوليا) و (لوسيو) معاً. كانت علاقتهم رائعة مثل الأخ و الاخت. الضحك و الشجار لم يفارقهم ابداً. عندما انشغلت (جوليا) بمساعدة زبونة في المحل، تكلمت مع (لوسيو) على انفراد و أخبرته عن خطة (فرانز). كان لا يزال عليه علامات الأنتقام لكنني قلت له:
"نحن ذاهبون إلى هنغاريا لنعقد اتفاقاً على السلام و نوقف هذا الحرب اللعين الذي بدأه (إليزابيث) و عشيقها (توماس). انا واثقة (بفرانز) و بأنه سوف يوفي بوعده"
اخرج (لوسيو) الهواء من فمه و اجاب:
" كيف لكِ بأن تثقي بشخص قتل اشخا..."
قاطعته قائلة:
" (فرانز) تم إجباره للقتل. لقد كان تحت تهديد امه.. و لقد انقذ حياة ابي و الكثير من الأشخاص في اليوم عندما انفجرت السفينة!"
توقف هو قليلاً عن الكلام ثم بدأ يخبرني :
"لايهمني! لقد قتلوا جميع أفراد عائلتي ولن أسامحهم ابداً..."
اخذ نفساً عميقاً ثم اكمل:
" و لقد اعطيت *البابست* كل الأوراق، لذا أظن بأنه سوف يطرد (فرانز) و (إليزابيث) من القصر عاجلاً او اجلاً"
بعدها توقفنا عن الكلام و خرجت من محل (جوليا) بعدما ودعتها و اتجهت إلى العربة. أمرت السائق بأن يذهب إلى القصر.

اِبْــنَـةٌ الــدُوق - the duke's daughterWhere stories live. Discover now