الفصل السادس عشر ( إصلاح ما قامت الحياة بإفساده )

3.4K 244 172
                                    

كانت أفنان تجلس بغُرفتها تبكي بخفوت وهي تستند برأسها على الوسادة آخذة وضعية النوم، لتولج رزان إليها الغُرفة، حتى قامت أفنان بمسح دموعها سريعاً، لتقترب منها رزان تجلس أمامها على الفراش وهي تقول بنبرة قلقة:

-" في إيه يا أفنان، كنت بسأل أبلة شادية على حاجة وقالتلي إنك مروحتيش الجامعة النهاردة".

أزاحت أفنان يدها عن وجهها بعدما مسحت دموعها لتقول بنبرة حاولت جعلها ثابتة رغم حشرجة صوتها:

-" مليش مزاج".

رفعت رزان حاجبيها بإستنكار لتقول بنبرة ساخرة:

-" أفنان زويل بنفسها مش عايزة تروح الجامعة؟ جرا إيه في الدنيا؟".

أغلقت أفنان جفنيها وهي تبكي بشهقات مكتومة، لتنهض رزان تجلس على ركبتيها من أمامها وهي تضع يديها على كفي أفنان قائلة بنبرة قلقة على صديقتها وشقيقتها:

-" مالك يا فُلة، في حاجة ضايقتك".

نظرت لها أفنان قليلاً وهي تشعر من داخلها بالتعجُب أثر تلك الطريقة التي تتحدث بها، لتتساءل بجدية:

-" يعني أنتِ مش زعلانة علشان زيد هيسافر؟".

إبتسمت رزان تلقائياً، لتضغط على شفتيها وهي تمنع ضحكتها، حتى اعتدلت أفنان لتبكي وهي تقول بنبرة أظهرت حُزنها وضيقها:

-" أنتِ بجد مش بتحسي، بقولك هيسافر أنتِ مش زعلانة ليه".

ضحكت رزان في تلك اللحظة، لتعتدل تجلس بجانبها على الفراش وهي تقول بنبرة ساخرة:

-" أزعل ليه يا أفنان هو مسافر الكويت؟ طيب دة ياريت يسافر والله علشان يجيبلي أيفون من هناك".

ضربت أفنان كف بكف وهي تلوح برأسها بنفاد صبر، لتضحك رزان وهي تقول بنبرة مرحة:

-" خلاص بهزر، بس أنا فعلاً مش زعلانة".

نظرت لها أفنان، لتتنهد رزان بعدما تلاشت إبتسامتها وظهر عليها علامات الضيق وهي تقول:

-" يمكن في الأول لما قالي كنت متضايقة إنه هيسيبني وهيمشي، بس دلوقتي قولت يمشي وأهو على الأقل حد مننا يرتاح يا أفنان، مش هنفضل أنا وهو محبوسين هنا وسطهم، وأنا مش عايزاه طول ما هو هنا يشيل همي، عايزاه يبعد ويريح دماغه مني ومن مشاكلي، لأن أنا السبب في كل دة، ف مش عايزة أشيِل حد ذنبي وعايزة لوحدي أواجه وخلاص".

مسحت أفنان دموعها وهي تنظر لها، لتبتسم رزان وهي تقول بنبرة مرحة:

-" وبعدين مش يمكن الشغلانة دي تكون بداية الخير عليه ونسمع بعد كدة أخبار حلوة".

إبتسمت أفنان وهي تبتلع ريقها لتقول بنبرة محشرجة:

-" هو قالي إنه بعد ما يرجع هييجي يتقدملي".

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now