الفصل الثامن والثلاثين ( نهاية قصة محسومة لن يُفيدها الأسف )

5K 294 498
                                    

أقترب منها بلال لكي يُهدأها، ولكنها صرخت ليتوقف وهو يُشير بإصبعه نحو فمه أن تهدأ، حتى رفع يديه بإستسلام وهو يقول بنبرة خافتة:

-" أنا مش هعمل حاجة متخافيش، مش هعملك حاجة".

هدأت من صراختها، ولكنها ضمت إليها الدُمية لتُعانقها بتملك وخوف ظهر على نظرات أعينها له بعدما لمعت بالدموع، ليقترب بلال ببطء حتى حاولت الإبتعاد هي ولكنها بالفعل مُبتعدة، لتبدأ بالبُكاء وهي تراه يقترب منها، حتى باغتها هو بإقترابه عندما وضع رُكبتيه على الفراش ليقترب منها وهو يضع يده بالهواء مُتأهباً لمُلامستها وهو يقول بنبرة مُترجية:

-" الله يخليكي أهدي والله أنا ما هعملك حاجة بس متعيطيش".

نفت وئام برأسها وهي تبكي أثناء نظرها له، ليبتلع بلال ريقه وهو يبتسم لها بإضطراب مُحاولاً تشتيت إنتباهها قائلاً بنبرة مُحبة أظهرت إشتياقه:

-" أنتِ وحشتيني أوي يا وئام، هونت عليكي تسيبيني لوحدي كل دة؟".

رمشت وئام بأعينها وهي تبكي، لتنظر نحو باب الغرفة بخوف وكأنها تنتظر شخصاً ما أن يأتي في تلك اللحظة، حتى أقترب منها بلال قليلاً لتبتعد وهي تضع الدُمية مُقابلة لها ولوجهها، حتى حاول بلال التودد إليها بكلماته قائلاً بنبرة أظهرت حزنه وندمه:

-" بيتنا وحش أوي علشان أنتِ مش موجودة فيه، كل حاجة فيه وحشة، ملهوش حس من غير صوتك ولا وجودك، وكل حاجة فيه كئيبة، حتى البلكونة مش بطلع أقعد فيها من غيرك، من ساعة ما مشيتي وهي مقفولة متفتحتش، أنا مش قادر أعمل حاجة من غيرك، والله أنا حتى ما قادر أعيش من غيرك".

كانت وئام تستمع له وهي تنظر له بتركيز من وسط نظرات أعيُنها التي بدأ الخوف يتلاشى منها، ليقترب منها بلال بحِرص وهو يُراقب تصرفاتها، حتى أقترب أكثر ليضع يده على خصرها وهو ينظر لها بأعينها قائلاً بنبرة مُحبة:

-"أنتِ وحشتيني أوي.. مش أنا بردوا وحشتك".

قال كلماته وهو يمد يده الأخرى ليأخذ من بين يديها الدُمية وسط نظراتها الشاردة به وبحديثه غير مُنتبهة لما يفعله، حتى شعرت بيده التي تأخذ دُميتها، لتنتفض وهي تبتعد عنه بخوف مرة أخرى قائلة بنبرة خائفة أثناء سحبها منه الدُمية لكي لا يأخذها منها:

-" لأ ".

سُرعان ما وضع بلال يديه خلف ظهره وهو يقول بنبرة لينة:

-" خلاص.. بعدت أهو مش هاخدها ".

نظرت وئام نحو يديه، لتعود بنظرها إليه وهي تطالعه بنفس نظراتها، حتى إبتلع بلال ريقه ليتحدث قائلاً بنبرة مُتعبة:

-" أنا تعبت أوي يا وئام، أنا تعبان أوي من غيرك، ومش قادر على بعدك عني، مش متعود ولا قادر أشوفك بعيد عني وأسكت وأتحمل كل دة، والله أكتشفت فعلاً إني مقدرش أعيش من غيرك، أنا محتاجلك معايا".

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now