الفصل السابع والعشرين ( فرصة أخرى أخيرة )

3.2K 251 725
                                    

كانت أحلام تقوم بإعداد طعام الفطور وهي تُقلب البيض، ليدخل عادل إلى المطبخ وهو يقوم بتعديل ياقة قميصه، حتى نظرت له أحلام، لتتحدث قائلة بنبرة مضطربة:

-" أنا بحضر الفطار".

عدل عادل ملابسه، ليقترب منها حتى توقف خلفها ليمسك بيدها التي كانت تقوم بتقليب الطعام بها، حتى إبتسم ليقترب من أذنها وهو يقول بنبرة مُحبة:

-" نحضره سوا".

أغلقت أحلام جفنيها وهي تبتلع ريقها مُحاولة تحمُل قربه منها، لتقوم بإغلاق النار سريعاً، حتى أمسكت بالطاسة، لتتجه بها إلى الصحن تقوم بوضع البيض به، حتى رفعت رأسها تنظر له، لتعود بنظرها إلى الطعام مرة أخرى وهي تقول بنبرة أظهرت توترها:

-" رايح الشغل".

جلس عادل على تلك الطاولة الصغيرة الموضوعة بالمطبخ، ليومىء برأسه وهو ينظر لها قائلاً بنبرة مرحة:

-" رايح، كفاية أوي التلات أسابيع دول".

أومأت له أحلام بإضطراب وهي تنظر للطعام ولا تنظر له، لتبتلع ما بفمها حتى تحدثت قائلة بنبرة خافتة:

-" هترجع أمتى، علشان هما هييجوا الساعة أربعة".

إبتلع عادل ما بفمه لينظر لها وهو يعقد حاجبيه قائلاً بنبرة هادئة:

-" مش هتأخر متقلقيش".

نظرت له أحلام قليلاً، ليرفع رأسه ينظر لها، حتى أحادت بنظرها عنه لتأكل، ليتحدث عادل قائلاً بنبرة هادئة مُحاولاً بها فتح حديث:

-" محتاجة حاجة أجيبهالك وأنا جاي؟".

نفت أحلام برأسها على الفور وهي تأكل، ليبتسم عادل وهو يأكل، حتى إبتلع ما بفمه وهو يعود بنظره إليها قائلاً بنبرة مُحبة حاول جعلها مرحة معها:

-" حاسس إنك متضايقة، لو عايزاني أقعد معاكي معنديش مشكلة، وأنزل من بكرة".

نظرت له أحلام قليلاً، لتعود بنظرها للطعام وهي تقول بنبرة هادئة مُقتضبة كحال حديثها معه:

-" علشان شغلك".

إبتلع عادل ما بفمه وهو يتأهب للنهوض قائلاً بنبرة مرحة:

-" عارف إنك زهقتي مني وعندك حق بصراحة".

لينهض من بعد ذلك وهو ينفض يديه، حتى كاد أن يذهب، ليعود مرة أخرى وهو يُميل بجزعه العلوي يُقبل وجنتها، حتى تحدث من بعد ذلك قائلاً بنبرة مُحبة:

-" لكن أنا لو عليا أخليكي قاعدة قصادي علطول علشان أشبع عيوني منك، وعمري ما هزهق أبداً".

ليذهب من بعد ذلك بعدما أخذ هاتفه وهو ينظر لها مُبتسماً، وهي كما هي تنظر للطعام لم تُبدي أي ردة فعل عدا إنها إبتعدت بشكل غير ملحوظ عندما قبلها، لتستمع من بعد ذلك إلى إغلاق باب المنزل، سُرعان ما هبطت دموعها رغماً عنها وكأنها كانت بإنتظار ذهابه، حتى تركت ما بيدها، لتضم كفيها إلى بعضهم البعض وهي تبكي بحُرقة جعلت وجهها يزهو بحمرته، لتبتلع ريقها بإرتعاش وهي تُغلق جفنيها، تدعي الله من داخلها بأن يُحقق لها ما تمنته عند ذهابها للمسجد الحرام، تمنت أن ينزعه من قلبها، وأن يجعل لها القبول نحو من كتبه الله لها زوجاً، تمنت لو أنها لم تتذكره، أو تُصبح ذكرياتها معه عابِرة، تمنت لو أعطت لقلبها فرصة بأن تتقبل ذاك الذي لا ذنب له بشيء، عدا فقط أنه حبها.

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now