الفصل الثامن والعشرين ( ضائِعة من نفسها تائِهة بين البشر )

3.4K 273 809
                                    

كان هاشم يجلس بالمعرض، ومن أمامه رشاد الذي كان ينظر للفراغ من أمامه بشرود، ليلوح هاشم برأسه وهو ينتظر منه الحديث، حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة بعد مرور دقائق:

-" طيب وبعدين، هتفضل ساكت كدة كتير".

وجه رشاد نظره له، ليتنهد بعمق وهو يقول بجدية يشوبها الحنق:

-" أنا مش عارف إيه إللي جابني أصلاً، ومعرفش هقول إيه".

عقد هاشم حاجبيه ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة لينة:

-" وإحنا من امتى بنرتب كلامنا مع بعض يا رشاد؟ أتكلم باللي في قلبك وأنا سامعك أهو".

نظر له رشاد قليلاً، ليلوح برأسه وهو يُحاول طرد تلك الكلمات جميعها من عقله ليقول بنبرة مُتسرعة:

-" حاسس إن في واحدة عايز أخطبها".

إبتسم هاشم بإتساع، ليُحمحم وهو يقول بجدية مُزيفة:

-" والواحدة دي تعرفها منين".

وضع رشاد يده بجيب جاكيته وهو يتأهب لإخراج علبة سجائره، ليتذكر موضعه، حتى نهض ليقول بنبرة سريعة:

-" هطلع أشرب سيجارة وجاي".

نهض هاشم ليأخذ هاتفه وهو يقول بنبرة مماثلة له:

-" جاي معاك".

قلب رشاد عينيه وهو يشعر بأنه لا مفر، حتى خرج كلاً منهم ليقفوا أمام المعرض، سُرعان ما قام رشاد بإخراج سيجارة ليقوم بإشعالها، حتى إرتشف منها وهو ينظر للفراغ من أمامه، وسط نظرات هاشم وهو ينتظر منه إستكمال حديثه، حتى لاحظ رشاد نظراته، ليقول بجدية:

-" المعيدة للمادة اللي بدرسها".

أومأ هاشم برأسه مُبتسماً وهو ينتظر منه أيضاً إستكمال حديثه، ليلوح رشاد برأسه وهو يقول بنفاد صبر:

-" في إيه يا هاشم؟ بس كدة هو دة الموضوع".

رفع هاشم حاجبيه بإستنكار ليقول بنبرة ساخرة:

-" هو دة إللي جاي تقوله بس؟".

أومأ رشاد برأسه وهو يقول بنبرة مُتعجبة:

-" أه هيكون إيه أكتر من كدة".

تنهد هاشم وهو ينظر للفراغ من أمامه، ليعود بنظره إليه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" طيب ما تحكيلي كدة إيه إللي شدك ليها".

إرتشف رشاد من سيجارته، لينفث دخانها وهو يلوح برأسه قائلاً بنبرة غير مُبالية:

-" عادي، مفيش حاجة".

ضيق هاشم جفنيه وهو يتحدث بنبرة هادئة حاول عدم مزجها بسخريته ولكنه لم يستطع:

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now