الفصل الرابع والعشرين ( عودة حميدة )

3.6K 246 415
                                    

نظرت أفنان إلى شادية بصدمة، لتوجه شادية نظرها نحو عابد وهي تطالع هدوءه، حتى عادت بنظرها إلى أحلام مرة أخرى لتتساءل بنبرة حادة:

-" أنتِ بتقولي إيه يا بت".

نظر لها عابد بحِدة، ليتحدث قائلاً بجدية يشوبها الحِدة:

-" بتقول إيه؟ جرا إيه يا شادية؟ من أمتى بتغصبي على عيالك في المواضيع دي".

ذهبت شادية لتجلس بجانبه على الأريكة وهي تنظر له قائلة بنبرة حادة:

-" أنا مش بغصب عليها تعمل إللي تعمله مادام أنت موافق، بس بردوا ليه يعني ما الواد جه لحد عندها وأكيد جاي علشان يصلح الموضوع، فيها إيه يعني لما تديله فرصة تانية؟".

رفع عابد حاجبيه ليتحدث قائلاً بجدية:

-" مش محمد دة مكانش عاجبك هو وأبوه؟ إيه إللي حصل دلوقتي؟ وبعدين ماله عادل؟ ما هو إبن ناس ومتربي مع إبنك وأهله عارفينهم كويس".

تحدثت أفنان في ذلك الحين قائلة بجدية:

-" بس هي مش بتحبه يا بابا، هي بتحب محمد، وهو يستاهل فرصة تانية".

صرخ بهم عابد قائلاً بنبرة غاضبة تملكت منه:

-" بلا حب بلا زفت، خدتوا إيه من الهباب دة؟ أديكي قاعدة مستنية البيه يحن عليكي ورافضة أي عريس يجيلك علشانه، سايبين إللي شاريينكم وعايزينكم معاهم على الحلوة والمُرة وماسكينلي في الحب! يولع الزفت لو هيبقى بالشكل دة".

لمعت أعين أفنان بالدموع، ليرفع عابد سبابته أمام وجهها وهو يقول بجدية أظهرت نفاد صبره:

-" أسمعي يا أفنان، أنا علشان عارف إنك عاقلة وهتفكري صح مش عايز أتكلم معاكي لحد دلوقتي، وأنتوا كلكم عارفين إن المواضيع دي بالذات بسيبكم تختاروا فيها ومش بغصب عليكم، لكن لو إختياراتكم هتخلي منظركم كدة قدامي، يبقى تسيبوني أنا إللي أختارلكم حياتكم".

حتى عاد بنظره إلى أحلام التي كانت تجلس بصمت، ليتحدث قائلاً بجدية:

-" وأنتِ يا بنتي خلصيني، أكلم عادل ييجي يتقدملك؟".

نهضت أحلام لتتوقف أمام عابد وهي تقول بجدية:

-" أيوة يا بابا، بس بعد إذنك كنت عايزة أقعد أتكلم معاه شوية قبل ما يتم أي شيء رسمي بينا".

أومأ لها عابد برأسه، لتتركهم أحلام حتى ذهبت من أمامهم إلى غرفتها، لتنظر شادية في أثرها بحُزن، حتى تحدثت قائلة بضيق:

-" ليه وجع القلب دة بس".

ولجت أحلام إلى الغرفة، لتقوم بإغلاق الباب من خلفها، حتى توقفت قليلاً تنظر لنقطة وهمية من أمامها بملامح وجه هادئة، لتتجه من بعد ذلك إلى المرآة، حتى توقفت أمامها لتُطالع هيئتها بها، تنظر إلى وجهها بتركيز وهي تعقد حاجبيها قليلاً، لتُغلق جفنيها مُحاولة عدم تذكر كلماته، وكل ما قاله لها، مُحاولة نسيان مظهره من أمامها، مُحاولة نسيان أي شيء يخصه، لتذهب تجلس على الفراش وهي مازالت تنظر أمامها بتيه، لم تهبط دموعها، لم يكن من المُهم أن تبكي عينيها، يكفي داخِلها الذي كان يحترق وكأن روحها على وشك الإنسحاب، من يراها يكاد يُجزم بعدم إهتمامها بالأمر وكأنه لم يكن يهمها يوماً، ولكن بداخلها الكثير من العتب واللوم والإشتياق، والكثير من المشاعر المُختلطة والتي لم تظهر أياً منها، وكأنها قد برعت بتمثيل مسرحية ما.

عُمارة آل نجم.Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin