الفصل السادس والعشرين ( حُب غير مرغوب )

3.6K 261 536
                                    

كان هاشم يجلس بالمعرض يُباشر عمله، ليتنهد بعمق وهو ينظر للفراغ من أمامه بشرود، حتى تفاجىء بتلك التي ولجت إليه، نهض هاشم عندما رآها ليتساءل بنبرة قلقة:

-" عملتي إيه".

جلست كريمة براحة لتضع حقيبتها على المكتب، لتعود بنظرها إليه وهي تبتسم قائلة بنبرة هادئة أظهرت راحتها:

-" معنديش حاجة الحمدلله".

عقد هاشم حاجبيه بعدم فهم، ليرمش بأعينه عدة مرات وهو يتساءل بجدية:

-" يعني إيه مش فاهم؟".

نظرت له كريمة بعدما عدلت حجابها، لتقول بجدية تماثله:

-" إيه يا هاشم بقولك معنديش حاجة، دة بدل ما تقولي الحمدلله".

ضيق هاشم جفنيه ليتساءل بجدية وترقُب:

-" يعني مطلعتيش حامل؟".

نفت كريمة بفمها وهي ترفع حاجبها، ليغلق هاشم جفنيه بضيق ظهر عليه، حتى رفع رأسه ينظر إليها مرة أخرى وهو يرى معالم وجهها، حتى ضيق جفنيه وهو يقول بجدية:

-" ومالك مبسوطة كدة ليه؟".

تلاشت إبتسامتها رويداً، لترفع كتفيها بإضطراب حاولت عدم إظهاره وهي تجيب بنبرة حاولت جعلها ثابتة:

-" أنا مش مبسوطة، بالعكس يعني.. أنا زعلانة علشان كان نفسك في حتة عيل".

إستند هاشم بظهره على المقعد وهو مازال ينظر لها قائلاً بنفس جديته:

-" عادي، هييجي إن شاء الله".

شعرت كريمة بالغضب وهي تنظر للفراغ من أمامها، حتى عادت بنظرها إليه مرة أخرى وهي تطالعه بملامح أهدأ لكي لا يُلاحظ غضبها أثناء قولها بجمود:

-" هروح أعمل الأكل قبل ما عيالك ييجوا من المدرسة".

أمسكت كريمة بحقيبتها وهي تتأهب للنهوض، حتى أستوقفها هاشم الذي سُرعان ما تساءل وهو يُضيق جفنيه قائلاً بجدية:

-" هو رشاد كان بيعمل إيه لما دوختي على السلم؟".

تصنمت كريمة بموضعها قليلاً، لتجلس مرة أخرى تنظر له وهي تبتلع ريقها، حتى تحدثت قائلة بنبرة مضطربة:

-" هو.. كان نازل وأنا كنت طالعة، ف شافني يعني.. بس بعد كدة أنت طلعت الحمدلله".

أومأ لها هاشم برأسه وهو يستمع إليها بتركيز من وسط معالم وجهه الهادئة، والتي أربكتها بشكلٍ ما، لتلوح برأسها وهي تسترسل حديثها قائلة بنبرة حاولت جعلها طبيعية:

-" كنت تعبانة ساعتها أنت شوفت، حتى مقدرتش أقعد معاهم تحت، أكيد حماتي أفتكرت إني طلعت علشان مساعدهمش".

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now