الفصل التاسع والعشرين ( زواج لرد الشُكر )

3.5K 273 1K
                                    

أثر ذلك الموقع المُميز، يمكنهم الإستماع إلى أصوات زقزقة العصافير الآخذة لتلك الشجرة الكبيرة التي تُحاوط شُرفتهم ملجأ، كذلك يستمعون إلى صوت القرآن النابع من ذلك الراديو الصغير، ورائِحة البخور الثابتة بكُل ركن من المنزل، وآخراً.. تلك الضوضاء والجلبة التي تحدث بالمطبخ، والتي تكشف دائماً، عن عمل من يدي فتاة مُبدعة.

كانت وئام تقوم بإعداد طعام الفطور بدِقة وكأنها ترسم لوحةٍ ما أثر تركيزها بإخراج شكل الصحون لطيفة ومُرتبة غير فوضوية، أقترب منها هو برِفق، ليهمس بجانب أذنها قائلاً بنبرة مُحبة:

-" تابلوه بيرسم تابلوه".

ألتفت وئام بفزع، ليمسك بلال ذراعيها وكأنه على علمٍ بفزعها ذلك، لتبتلع وئام ريقها وهي تقول بنبرة أظهرت ضيقها منه:

-" يا بلال قولتلك متخضنيش كدة، أنا بطني بتوجعني".

ضحك بلال ليقول بنبرة لينة:

-" خلاص بهزر معاكي".

إبتسمت وئام له، لتتحدث قائلة بنبرة ناعمة:

-" أنت كنت.. بتقول إيه".

أقترب منها بلال قليلاً وهو يبتسم قائلاً بنبرة مُحبة:

-" كنت بقول معقولة تابلوه يرسم تابلوه".

ضحكت وئام ببلاهة وهي تنكس رأسها بخجل، ليضحك بلال على مظهرها، لتعود وئام بنظرها إليه وهي تطالعه بأعين متوسعة، لتتلاشى إبتسامة بلال وهو يقول ببلاهة:

-" أنتِ عندك إنفصام ولا إيه".

إبتعدت وئام عنه مُسرعة، لتتوقف بعيداً عنه قليلاً وهي تنظر للخارج، حتى عادت بنظرها إليه لتُزيح غرتها التي سقطت على وجهها وهي تقول بنبرة مضطربة:

-" متقربش مني كدة".

عقد بلال حاجبيه ليتحدث قائلاً بجدية:

-" دي هرمونات حمل جديدة يعني ولا إيه".

أقتربت وئام برفق منه لتمسك بالإطباق وهي تقول بنبرة مُوترة:

-" لأ بس عيب، أنت مينفعش تكلمني كدة أو تقولي كلام حلو أو تقرب مني علشان أفنان ورزان".

رفع بلال حاجبه بإستنكار ليقول بصوت مرتفع:

-" نـعم ياختي؟".

ألتفت وئام تنظر له بدهشة، ليتحدث بلال قائلاً بجدية:

-" بقى مش هينفع أكلمك كدة ولا أقرب منك كدة علشان أفنان ورزان موجودين؟ أعملهم إيه يعني؟".

تحدثت وئام قائلة بنبرة خافتة:

-" بلال هما نايمين كدة صوتك هيصحيهم، أصلاً عيب تعمل كدة".

عُمارة آل نجم.Donde viven las historias. Descúbrelo ahora