الفصل الواحد والثلاثين ( عاد مُهاجر الدار إلى داره )

4.2K 284 1K
                                    

كان الجميع يجلس على طاولة الطعام يتناولون طعام الفطور، لينظر رشاد إلى هاشم الذي كان يبادله النظرات بأخرى تفهمها رشاد على الفور، ليتنهد رشاد بهدوء، حتى حمحم ليتحدث من بعد ذلك قائلاً بجدية:

-" في موضوع عايزكم فيه".

نظروا له جميعهم بإهتمام وفضول، ليوزع رشاد نظراته بين عابد وشادية وهو يقول بنفس جديته:

-" في واحدة عايز أخطبها، كلمت والدها والمفروض هروح النهاردة أقعد معاه".

شهقت شادية بعدما توسعت أعينها بصدمة، لتقوم بإطلاق زغرودة عالية تظهر بذلك الشكل لأول مرة، وسط سعادة أفنان ويحيى وهاشم، ووسط صدمة كريمة بما أستمعت له مُحاولة عدم إظهار أي ردة فعل، لتستمر شادية على إطلاق زغرودتها عدة ثواني ليستوقفها عابد قائلاً بصوت مرتفع:

-" كفاية يا شادية كفاية".

توقفت شادية وهي لا تقدر على أخذ أنفاسها وسط ضحكات هاشم وأفنان ويحيى وجنة، لتتحدث شادية قائلة بنبرة سعيدة وهي تلهث:

-" كفاية.. كفاية إيه، هو أنا لسة عملت حاجة، أنت مش شايف إبنك بيقول إيه".

كاد عابد أن يتحدث، لتنهض شادية تلتف حول الطاولة تقترب من مقعد رشاد، حتى أمسكت بوجهه لتقوم بتقبيله بقوة من وجنته وسط تعجبه وعجزه عن إبعادها عنه، لتقوم شادية من بعد ذلك بمعانقة كتفه، حتى نظر رشاد إلى الذين كانوا يضحكون من أمامه، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة مُحاولاً شرح الوضع:

-" يا أمي أنا لسة رايح أتكلم النهاردة".

تركته شادية بقوة لتتحدث قائلة بنبرة مُنفعلة:

-" وإيه يعني لسة رايح تتكلم وهو حد يقدر يرفضك طب يبقى حد يفكر كدة قال ملقوش في الورد عيب".

توسعت أعين رشاد بدهشة من حديثها، ليتحدث عابد قائلاً بجدية:

-" أقعدي يا شادية، أقعدي خلينا نعرف نتكلم بدل إللي بتعمليه دة".

لوحت لهم شادية بيدها وهي تزفر بقوة، لتعود إلى مقعدها مرة أخرى وهي تنظر إلى رشاد بإبتسامة بلهاء على وجهها وكأنها تنتظر منه إستكمال حديثه، وسط نظرات رشاد لها المُتعجبة، ليتحدث عابد قائلاً بجدية وهو ينظر إلى رشاد:

-" أنت بتقول رايح تقعد معاه النهاردة، اومال لحقت تكلمه أمتى؟".

قام رشاد بإرتشاف القليل من كوب الشاي، ليبتلع ما بفمه حتى تحدث من بعد ذلك قائلاً بنبرة هادئة:

-" من أسبوع".

توسعت أعين عابد ليتحدث قائلاً بجدية وصوت مرتفع:

-" مكلم الراجل من أسبوع ولسة فاكر تيجي تقولنا دلوقتي؟".

نظرت كريمة إلى هاشم الذي كان يأكل بهدوء وكأنه على علم بكُل شيء، لتصك على أسنانها بغضب بعدما تهكمت ملامح وجهها، ليتحدث رشاد قائلاً بنبرة غير مُبالية:

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now