الفصل السادس والثلاثين ( مُناضل في حرب السعادة )

4.3K 287 450
                                    

كانت تجلس على الفراش بغُرفة مالك كعادتها، لم تُحبذ الإختلاط معهم بالخارج كما الجميع، مازالت تشعُر وكأنها غريبة بمفردها وسطهم، تظل هكذا بتلك الغُرفة لمُفردها، تضع دُميتها من أمامها أو تأخذها بين أحضانها، فتلك هي الوحيدة التي تُذكرها بما تود تذكره، تصنع لها جديلة بشعرِها الطويل الذي يُشبه شعر تلك الماكثة بشكلٍ كبير، يُفرق بينهم فقط لونه الذي يكون للدُمية أصفر، ولوئام أسود يحتوي على بعض الخُصل البُنية التي لا تظهر إلا بأشعة الشمس،  حتى إنتهت من صُنع تلك الجديلة بعض مرور دقائق، لتبتسم بإتساع وهي تنظر للدمية، ولكنها أنتفضت عندما فتحت أفنان باب الغرفة على حين غرة، لتتحدث أفنان قائلة بنبرة خبيثة:

-" ما أنا كان لازم أعمل كدة، لو خبطت هتعملي نفسك نايمة".

نظرت لها وئام قليلاً، لتعود بنظرها لدميتها مرة أخرى وهي تشعر بالتوتر، حتى أقتربت منها أفنان، كذلك رزان التي ولجت إليهم الغرفة هي الأخرى، لتعتدل وئام في جلستها عندما وجدت كلاً منهم يجلسون على فراشها، حتى تحدثت رزان قائلة بنبرة مرحة:

-" يلا، مش هنلبس؟".

وجهت أفنان نظرها نحو وئام لتتحدث قائلة بنبرة سعيدة:

-" يلا يا وئام، دي خطوبة رشاد، يعني حدث مش هيتكرر تاني".

ضحكت رزان بسخرية، لتبتعد وئام قليلاً وهي تضع دميتها بجانبها، حتى عادت بنظرها إليهم لتتحدث قائلة بنبرة مضطربة:

-" بس أنا مش عايزة أروح".

دُهشت كلاً من رزان وأفنان، لتتحدث رزان قائلة بجدية:

-" إيه إللي بتقوليه دة؟ عايزانا نجيبلك شوش ولا إيه".

لوحت وئام برأسها بإضطراب، لتتحدث قائلة بنبرة خافتة:

-" أنا مش عايزة.. أنتوا روحوا أنا هقعد هنا".

عقدت أفنان حاجبيها لتتحدث قائلة بجدية:

-" إزاي يعني يا وئام؟ البيت كله رايح مفيش حد مش رايح، وبعدين ما أنتِ جيتي معانا يوم قراية الفاتحة".

إبتلعت وئام ريقها لتبدأ بالضغط على يديها وهي تنظر إلى كلاً منهم بتوتر، حتى نهضت رزان على حين غرة لتتحدث قائلة بجدية:

-" بقولك إيه مش عايزة دلع، قومي يلا علشان كلنا هنلبس ونروح، ولسة كمان هنشغل أغاني ونهيص لما أحلام تيجي".

كادت وئام أن تتحدث، لتسحبها رزان من يدها معها نحو الخارج، حتى توقفت وئام لتنظر لها بأعينها المُتوسعة، لتتحدث أفنان قائلة بنبرة هادئة:

-" مفيش حد برة غير ماما، ما هي رزان قدامك أهي".

قامت رزان بتلويح يدها على شعرها التي كانت تربطه، لتتحرك معهم وئام إلى الخارج رغماً عنها، وكأن ليس لديها فرصة للرفض، لتولج ثلاثتهم إلى غرفة أفنان، حتى جلست وئام على الفراش وهي تضم كفيها إليها أثناء نظرها للأرض بتوتر، حتى أقتربت رزان من أفنان لتتحدث قائلة بنبرة خافتة:

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now