الفصل الواحد والعشرين ( قد تتغير الموازين )

3.4K 266 381
                                    

كانت رزان تجلس على فراشها تقوم بحفظ سورة من القرآن الكريم، ليولج إليها عُمران الغرفة دون أن يدق الباب، حتى أعتدلت هي قليلاً لتقوم بإغلاق المصحف، لينظر لها وهو يتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" ربنا يقوي إيمانك يا شيخة رزان".

أغلقت رزان جفنيها بملل وهي تنتظر إنتهاءه من سخريته، ليلوح عُمران برأسه قائلاً بنبرة جامدة صارمة:

-" خطيبك زمانه جاي، قومي أجهزي علشان هتطلعي تقعدي معاه".

عقدت رزان حاجبيها بتعجُب لتتساءل بنبرة هادئة تقول:

-" جاي ليه؟".

كاد عُمران أن يذهب، ولكنه ألتف لينظر لها ليُجيب على سؤالها قائلاً بنبرة حانقة:

-" الراجل قالي جاي أقوله جاي ليه؟ تلاقيه جاي يشوفك هيكون جاي ليه غير لكدة".

تنهدت رزان بعمق وهي تُفكر، ليتحدث عُمران قائلاً بنبرة صارمة:

-" قومي يلا غيري هدومك، وأفردي وشك قدامه".

إبتسمت رزان ببرود، ليرمقها بسخط حتى ذهب من أمامها، لتعود بنظرها للأمام وهي تُفكر في سبب مجيئه، حتى عادت بنظرها إلى ذلك الإسدال التي كانت ترتديه، لتعود في جلستها غير مُبالية بحديث والدها.



بعد وقت ليس بقليل، خرجت رزان من المطبخ بصينية تمسك بها وهي تولج إليهم غرفة الصالون، نظرت له رزان قليلاً وهو يتحدث مع عُمران وسامية، لتقترب منه تقوم بوضع الصينية أمامه، حتى جلست مرة أخرى على المقعد المجاور للأريكة التي يجلس عليها، ليستمر حديث والدها ووالدتها معه لمدة دقائق وسط صمتها وعدم مشاركتها حديثهم، حتى أنتهوا ليخرج كلاً منهم من الغُرفة، نظرت له رزان وهي ترى صمته ذلك من أمامها، حتى عادت بنظرها للصينية لتُشير له بيدها وهي تقول بنبرة مضطربة:

-" أتفضل، نسكافية من غير سكر ".

نظر بسام إلى الكوب، ليعود بنظره إليها وهو يعقد حاجبيه مُتسائلاً بنبرة هادئة:

-" وعرفتي منين إني بشربه من غير سكر".

رفعت رزان كتفيها بتلقائية لتُجيب قائلة بنبرة هادئة:

-" سمعتك كذا مرة وأنت بتطلبه من ماما كدة".

أومأ لها بسام برأسه، ليعود بنظره للفراغ وهو يتنهد بهدوء، حتى إبتلعت رزان ريقها لتتحدث قائلة بنبرة سريعة:

-" أنا بحفظ في سورة النبأ على فكرة".

عاد بسام بنظره إليها، ليشعر من داخله بالسعادة، ولكنه لم يظهر أكثر من إبتسامة هادئة من ضمن حديثه قائلاً بنبرة هادئة:

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now