الفصل الواحد والأربعين ( لن نعود مرة أخرى، انتهت الرسائِل )

3.8K 304 661
                                    

إبتسمت له كريمة بدلالٍ، لتولج إلى الداخل بغنج، حتى قام رشاد بإغلاق باب الشقة وهو ينظر لها قائلاً بنبرة هادئة:

-" ادخلي على الصالة".

ذهبت كريمة من أمامه وهي تقول بصوتٍ مرتفع قليلاً:

-" هاتلنا بقى حاجة نشرب...".

توقفت كريمة عن الحديث عندما صُدمت بوجود هاشم من أمامها يجلس على المقعد براحة، لتشعر كريمة بشيب رأسها لوهلة وكأن قلبها في تلك اللحظة خرج من مكانه، لتلتفت تنظر إلى رشاد الذي كان يقف من خلفها واضعاً يديه بجيب بنطاله أثناء نظره لها بهدوءٍ شديد، لتلتفت كريمة مرة أخرى تنظر إلى هاشم وهي تشعر بأنها وسط أصعب موقف قد مرت عليه بحياتها.


(عـودة إلـى المـاضـي). ___________________


كان رشاد يقف بشُرفة منزله يقوم بنفث دخان سيجارته، ليقوم بإخراج هاتفه ليُهاتف رقماً ما، حتى انتهى بعد مرور أقل من دقيقة، ليخرج من الشُرفة بعد مرور خمس دقائق أخرى، يتجه لباب المنزل يقوم بفتحه، حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة بعدما سار إلى الداخل مرة أخرى:

-" أدخل واقفل الباب وراك".

نظر له يحيى قليلاً، ليولج إلى الداخل، حتى قام بإغلاق الباب من خلفه، ليذهب خلف رشاد إلى الصالة، حتى جلس يحيى من أمام رشاد وهو يطالعه بنظرات غير مفهومة، ليتحدث رشاد قائلاً بنبرة هادئة بعدما جلس براحة على المقعد:

-" مالك، كنت سهتان على نفسك في الخطوبة ليه".

نفى يحيى برأسه، ليبتلع ريقه وهو يتحدث قائلاً بنبرة خافتة:

-" مفيش حاجة".

نظر له رشاد قليلاً وهو يُضيق جفنيه، ليتحدث قائلاً بنبرة تفهمها يحيى جيداً:

-" مفيش حاجة دي تقولها لأبوك، لجدك، لكن مش ليا".

نظر له يحيى قليلاً بإرتباك، ليعتدل رشاد في جلسته يميل بجزعه العلوي للأمام وهو يتساءل بنبرة مُترقبة:

-" قول مالك في إيه، علشان لو مشكلة كبيرة نلحق نحلها".

لم يتحدث يحيى وهو يدور بأعينه في الفراغ بعشوائية، ليعقد رشاد حاجبيه وهو يتساءل قائلاً بجدية:

-" حصل مشكلة معاك في أي درس؟ حد ضايقك؟".

نظر له يحيى قليلاً، لا يعلم بماذا سوف يتفوه في تلك اللحظة، ولكنه يعلم أشد العلم بأن لا أحد غيره الآن سوف يساعده، يعلم بأن ما يفعله خاطيء بحق والدته، ولكن لا مفر، يشعر بأن عقله ينفجر في كل لحظة أثر كثرة تفكيره بذلك الموضوع، ويعلم أيضاً بأن وحده لا يستطع حله وإن كان حتى القليل منه، لذلك، سوف يستعين ببعض المساعدة، حتى وإن كان الأمر ليس بمحله من وجهة نظره.

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now