الفصل23

897 46 51
                                    

ظلت هدى حبيسة حجرتها طوال اليوم وحاول والداها التحدث إليها ولكنها أبت أن تتحدث مع أحد، كانت متسطحة على فراشها تبكى وتتحدث إلى نفسها.

هدى فى نفسها:«يعنى هو أنا فعلاً غلطانة يعنى كان لازم ابلغ عن فهد ويدخل السجن وحياته تضيع عشان أعجبهم وأبقى كويسة فى نظرهم هو ليه محدش قادر يفهمنى ليه محدش قادر يحس بيا ليه كلهم بيضغطوا عليا بالشكل ده، ثم اشتدت فى البكاء وظلت تردد والله حرام اللى بيحصل ده ليه لازم نتعامل بقسوة مع بعضنا دا حتى دينا دين تسامح.»

ظلت تبكي وتبكي حتى أنهكها البكاء فحل عليها المساء وهي في تلك الحالة من الحزن ولم تعد تشعر بنفسها وكأنها فقدت الوعي حاولت والدتها التواصل معها ودقت الباب عدة مرات ولكنها لم تتلقى أي استجابة فشعرت بالقلق وذهبت سريعا إلى زوجها تحثه على فتح الباب لكي تطمئن على إبنتها.

فاطمة بلهفة:« حماده تعالى بسرعة اكسر الباب ده وافتحهولي خليني أطمن على هدى دي مش بترد عليا خالص أنا خايفة يكون جرالها حاجة.»

حماده بهدوء:«اهدي يا فاطمة وسيبى لهدى مساحة تراجع نفسها وبعدين ما هي طول اليوم كانت بتخرج من أوضتها وقت الصلاة عشان تتوضى وترجع أوضتها تاني والحمد لله إن هي كانت بتعمل كدا عشان إحنا كمان نطمن عليها.»

فاطمة بقلق:« بس أنا بخبط على الباب وهي مش بترد خالص عليا ودا قالقني أوي خايفة البنت تكون عملت في نفسها حاجة يا حمادة.»

حمادة بحزم:« استغفري ربنا يا فاطمة عيب عليكى لما تقولي كلام زي دا انتى عارفة إن بنتك بتخاف من ربنا ومتربية على أصول الدين واستحالة تغضب ربنا مهما كان الضغوط اللي عليها.»

فاطمة بقلة حيلة:«بس أنا أم  يا حمادة وقلبي موجوع على بنتي، بنتي اللي ملحقتش أفرح برجوعها.»

حمادة:« يا فاطمة استهدي بالله بنتك محتاجة وقت تقعد مع نفسها وتراجع حساباتها وتقرر هي هتعمل إيه عشان ما تحسش بتأنيب الضمير لكن طول ما إحنا بنتكلم معاها في الموضوع دا هتحس إنها محاصرة ومضغوطة إدي لبنتك مساحة يا فاطمة هي دلوقتي كبيرة بما فيه الكفاية عشان تاخد قراراتها بنفسها.»

استسلمت فاطمة للأمر الواقع وجلست بجوار حمادة على الفراش في محاولة منها لإستدعاء النوم وبالفعل بعد معاناة استطاعت النوم ولكنه كان نوم أرق حل الصباح بشمسه الدافئة، استيقظت هدى وهي تشعر بإجهاد شديد فقامت وتوضأت وأدت فرضها ثم أحضرت كتاب الله لتقرأ بعض آياته لعلها تجد راحة لقلبها الذي أنهكه حزن الفراق، ظلت تقرأ حتى شعرت بالطمأنينة والراحة، ثم أغلقته ووضعته بمكانه وتوجهت ناحية مكتبها وفتحت أحد أدراجه واستخرجت منه هاتفا صغير كانت تمتلكه قديماً وحينما حاولت فتحه وجدت  شحن البطارية فارغاً فقامت بوضعه على الشاحن قليلاً، ثم أخذته لتجري اتصالاً هاتفيا مع مدير المدرسة التي تعمل بها.

الكاتبة والفتوة Where stories live. Discover now