الفصل 29

946 43 10
                                    


هدى بهمس ودموع متحجرة:« بلال!»

التفتت سلوى ودينا إلى الاتجاه الذي تنظر إليه هدى فوجدوا بلال يقف حاملا بيده باقة من الورد الجوري الأحمر وينظر لهدى بكل اشتياق ثم بدأ يتحرك في اتجاههم.
عادت سلوى بنظرها مسرعة باتجاه هدى وأمسكتها من يدها لكي تمدها بالدعم، ثم قالت بصوت هامس.

سلوى بهمس:« إهدي يا حبيبتي خليكى قوية وأوعي تضعفي قدامه.»

دينا بتحذير:« عارفة يا هدى لو شوفت دمعة واحدة من عينيكى أنا هفرمك أوعي يحس إنك باقية عليه أو لسة بتفكري فيه.»

وصل بلال إليهم، ثم وقف قبالة هدى وقبل أن يتحدث هاجمته دينا بحديثها وهي تقف حائلا بينه وبين هدى.

دينا بحدة:« انت جاي تاني ليه يا كابتن؟ هو مش حضرتك خلاص طلقتها لو انت مفكر إنك ممكن تضحك عليها بشوية الورد بتوعك دول عشان ترجعلك تبقى غلطان.»

سلوى وهي تجذبها للخلف:« ما لوش لزوم الكلام ده يا دينا معلش يا كابتن اعذرنا بس هدى مش مجرد صديقة دي أختنا وانت جرحتها أوي.»

بلال بهدوء أقرب إلى الرجاء:« أنا مش جاي عشان أأذيها أنا بس عاوز أتكلم معاها شوية.»

هدى بصوت قوي بعد صمت طال:« وأنا مفيش بيني وبينك كلام يا سيادة الرائد وأظن إنك نهيت كل الكلام بينا يلا ياسلوى انتى ودينا خلينا نمشي إحنا ما عندناش وقت نضيعه.» ثم استدارت لكي تذهب.

بلال برجاء:« أرجوكي يا هدى خلينا نتكلم شوية بلاش تقسي عليا بالشكل دا.»

هدى بصدمة:« قسوة! أنا... أنا اللي قاسية؟ أنا اللي سبتك في عز ما كنت محتاجلي؟ أنا اللي اتخليت عنك؟ أنا مش تحت أمرك يا سيادة الرائد وقت ما تحب تسيبني تسيبني ووقت ما تحب ترجعلي تلاقيني مستنياك إحنا حياتنا مع بعض انتهت من قبل ما تبدأ أصلاً وانت السبب مش أنا ولحد هنا والكلام انتهى.»

ثم استدارت وأسرعت في خطاها ولحقتها سلوى ودينا وظل بلال ينظر في إثرها بحزن وسقطت باقة الورد من يده أرضا ثم ذهب واستقل سيارته وحدث نفسه بتنهيده يأس.

بلال:«شكلي هعاني كتير عشان أقدر أرجعك ليا تاني يا هدى بس انتى عندك حق تعملي أكتر من كدا لكن أنا مش هيأس وهفضل أراضي فيكى وأعمل أي حاجة تخليكي تقبليني في حياتك من تاني لأنك تستحقي إني أحارب الدنيا كلها عشان أفوز بحبك وثقتك تاني.»

ثم أدار محرك سيارته واتجه إلى مقر عمله حتى يقطع إجازته ويعود إلى مباشرة عمله فمنذ انفصاله عن هدى وهو لم يعد لديه الشغف للعمل وأخذ إجازة حتى يستعيد صفاء ذهنه واليوم قرر أن يعود بلال العوضى مرة أخرى الذي لقب بتعلب الداخلية.

في مقر الداخلية كان يجلس مصطفى بمكتبه يباشر عمله بكل همة ونشاط حتى سمع دقات على باب مكتبه فسمح للطارق بالدخول ولم يكن سوى بلال فنظر له مصطفى بلامبالاة وتحدث برسمية.

الكاتبة والفتوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن