٢٥

432 34 124
                                    

...

..


.

إقتَحمتُ أسوارَ غرفتِه بهدوءْ... بعدَ طرقَاتٍ
ثلاثٍ؛ و لعدَم إستِجابتِه السّريعة فضّلت
إقتحَامها... كعاَدتيِ التيِ لطالمَا حذّرني منها!

ظنَنتنيِ سأجدُه جاهِزًا للنزولِ أسفلاً؛ بعدَ
تأخرِه هذاَ عن الافطَار لصبَاح اليَوم...
فجميِعنا هنا على علم بِتقدِيسِه للوقْت.

تريثْتُ قليلاً حالمَا لمحْت هَيئتَه هناَ... لا يزَال
متّخذًا مَكانه علَى سريِره؛ جالساً بجِذعِه؛
خصلاَته الأمامية ساقطَة عشوائياً تخفِي
ملمحهُ...

رافعا كلتا يداه إلى وجهه المنكَس
أسفلًا... يمسَح عليه، و حبّاتُ العَرق الشّقيّة
نَضحَت على جَببنِه الشّاحب؛ تتسَابقُ
بسرُعة تثير حنقي...

و شَيء مِن التبَعثرِ قد ترَجّل زَاحفًا
ناحيّة هَيئتِه الرّزيِنة، للأسَف كنتُ أعلَمُ
بأنّ تلْك الكوابيِس لا تزَال تُطاردُه،

و شُحوبُ وَجهِه المُلفِت... رغمَ سيْطرتِه
على ذاتِه خيْر دليلٍ لِشكوكِي!

لم أسْتطِع التّقدُم ناحيّته أكثر،  فانّي أخافُ
رؤيَة ما زُرع هُناك... أخافُ منْ ان يُهاجِمنيِ
ما حَاولتُ نسْيانهُ لسنِين طوَال...

و اِننِي أكثر شخْص يعلَم بماَ يُصارعُه
حاليًا وسَط صمْته الصّاخِب، أولَم أكُن
أكثر شخْص شَهدَ علَى ما قضَم فؤَادهُ... سَلبهُ إنتِماءهُ.. حَياتهُ و روُحَه!

و لعلمِي بمدَى ضَعفِي... لمَدى هَشاشتِي
اتّجاه هذَا الكائِن جعَلتُ أتهرّبْ...

نَعم!
فانّ ألكسنْدر سيَبقَى جَبلًا مُستقيِما.. ثابِت
الجِذع لا ينحنِي مهْما حاولَت رياَح
النّوائِب هَزّه... فانّ جذوُعه متيِنة و لَا أودّ
مَحو هذِه الفِكرَة مِن رأسِي؛ حالمَا تَحطّ
زرقَاويتَاي علَى هيْئتِه حاليًا...!

ففَضّلت تغييِر مسَاري إلَى الشّرفَة الكبِيرة، أمنَح
بذلِك وقْتا لكِلانَا علَى جمْع شِتاتِنا الضّائع...
لكَسبِ ثوانِي قوّة زائلَة! أبعدُ شرَاشفَها
الرّماديّة، قبْل فتْح ابوابِها؛

أطلِق العنَان لهَواء الصبَاح الدخُول.. إلَى
جَو الغرفَة المحمّلة بخوارِج الماضيِ
و آفاتهِ.

طَالعتُ المَكان خَارجًا؛ و كانَت السّماء
حيِنئذٍ غائمَة؛ تحجُبُ ضَوء شَمس الصّباح
بكُل قسْوة... متَوعدّة بسُقوطِ بنَات
سَحابِها،

عَـــــائِدٌ إليــــكَ...Où les histoires vivent. Découvrez maintenant