24

67 1 0
                                    

ابتسم نايف من فهم مقصد تركي بالحكي ورفع نظره لها بشوق: بنت الحجاز، كيف احوالك؟
ابتسمت بخجل وشدة يد ياسر بدون ادراك منها: تسّرك الحمدالله، كيفك انت؟
هز رأسه بهدوء وابتسم: عساه دوم، بخير لكن غيابك اتعب قلب جدي هالمره
ارتعش رمشها قبل قلبها ونطقت بتسرع: سلامة قلبه!
التفتو كلهم ناحية تركي من رنت ضحكته وارتخى يمسك بطنه ويمسح ملامحه، رفع رأسه لهم يناظر استغرابهم وابتسم بورطه لأنه اساسًا يضحك على لميس ونايف وتشفيرهم بالحكي: لا تحاكوني مواصل من امس لو طار طير ضحكت، انا مو تركي!
ضحك خالد ومد له مفتاح: باخذ سيارة نايف وانتم وصلو اهل الحجاز والحقوني!
طلعو من المطار ولميس تتبعه بنظراتها وتستمع لحكاويه القليلة مع تركي وياسر حتى وصولهم، ولا كان حاله يختلف عنها !
همست لأمها بهدوء من شافت ياسر سحب الشنط وسبقهم للداخل يرد على اتصال فارس: بحاكي تركي عن جدي واجيك، خلي الاغراض انزلها معاي
رفعت هناء عينها لنايف والتفتت لها: ولد تهاني؟
عفست ملامحها وهزت رأسها وسرعان ما نطقت: بس مو زيهم! هو غير
رفعة هناء حاجبها وشالت محمد بحضنها: لا تتأخرين، ما حبيته!
تنهدت ورفعة عينها له بإحباط، ما تلاقي شي واحد يوقف بصفهم، كل الظروف ضدهم!
نزلت من السيارة ومعاها راكان اللي ركض يحتضن نايف بحُب: صاحبي!
ضحك نايف وشد عليه من شم عطرها بثوبه، عطرها اللي اشتاق يتنفسه ويغرق فيه! دفن رأسه بكتف راكان يروي شوقه من ريحتها: كيفك ياصاحبي!
ابتعد عنه والتفت للميس ببتسامة واشر عليها: دايم اقولها بكلم صاحبك وما تخليني!
التفت لها ببتسامة من تغيرت ملامحها للخجل وقبّل رأس راكان: ولد عمها مو صاحبها..بس اوريك فيها، وش كنت تبي آمر؟
عبس بملامحه وهمس له بخوف لا تسمع لميس: كنت ابغاك تقنعها تتراضى مع بابا، هي اخذتنا عشانه ضربها بس احنا نحُبه!
تغيرت ملامحه للحده وشد على كفه يتمالك اعصابه وغضبه على تصرفات عبدالرحمن! ما توقع توصل فيه يضربها ! تأكد الان ان اللي بينهم من البداية كان اكبر من مشكله بسيطة بينهم..وقف من مكانه ومسح على رأس راكان اللي دخل ركض يتبع اهله
التفت لتركي بهدوء وابتسم تركي بعبط: بتركم خمس دقايق بس، وعيني عليكم!
التفتت له بارتباك من تلميحاته: تركي! خليك ما يحتاج، بس بسأل عن جدي اصلاً
التفت نَايف لها ورفع حاجبه: يحتاج!
ضحك تركي بعبط: قلب جدي ماله صبر!
وانسحب لداخل السيارة بدون ما يسمع رد، التفتت لنايف بارتباك من نطق "بنحكي!": ما خلصنا حكي؟
هز رأسه بالرفض واقترب منها وعيونه تراقب الشارع الفاضي: ما نخلص، شكل قلوبنا يمليها الكثير!
ميلت رأسها بهدوء بتنطق وقاطعها بعدم تحمل لشوقه ورغبته! ما كفته الشوفه ولا اروت شوقه ابد، وده فيها بقربه واكثر ولا له القدرة يتصبر اكثر: ترجعين معي؟
ابتسمت بهدوء ونطقت بارتباك: انتظر جدتي..بجي بالليل، نلتقي بمكاننا اذا ودك!
تنهد وهمس بالقُرب منها: مكاننا؟
نطقت بلعثمه وارتباك من اقترابه:ا..اقصد السطح
ابتسم وميل رأسه: الشوق عاصف وغلاب، خوفي يغلب صبري والصدود!
ارتعش رمشها مع رعشة كفوفها ولمتها لحضنها من وضح قصده لها، هو منه الصبر وهي منها الصدود والتجاهل ..وخوفه من هاللقاء يسلب صبره ويخضع لرغبته وحُبه ويضرب بصدودها والظروف بعرض الجدار!
اخذت انفاسها ونطقت بتهرب: بدخـ
قاطعها من امسك كفها وابتسم وهو ما وده بالبُعد ولا بالمسافات، ولو ما فهم منها انها تنتظر وصول جدتها من الحجاز اخذها بدون ما يلتفت لرأيها حتى! مسح على كفها بإبهامه برقه ما اعتادها على نفسه وعيونه متعلقه بلمعة الخجل في عيونها: بتعيشين معاهم؟
رفعت كتوفها بعدم معرفة و حاولت تسحب كفها بخجل وارتباك لا يشوفوهم تركي لكنه متمسك فيها ورافض افلاتها :وش بيصير لو عشت؟
تحسس نعومة كفها وارتعاشها بين كفه ورفع عينه للشقة اللي عليها اعلان تأجير مُقابلة لفلة اهلها تمامًا: هالشقة تصلح! بابها على بابك، ونفسه العنوان، اقارب وجيران حي!.. ولا بغيت القُرب منك يفصلني شُباكي عنك! امر من صوبك واسلم كأنها صدفة بدون ميعاد! اكرمك بالوصل والاكرام واجب حتى لسابع جار!
اخذت انفاسها بصعوبة من هول المشاعر اللي اجتاحتها اولاً من كثرة تلميحاته وحكيه وثانيًا من مسكة كفه! تملكها الصمت وعيونها تتأمل حتى مخارج حروفه حتى صدت بخجل وهي فعلاً جاهله كيف تحكي وكيف تعبر له: بقفل شُباكي!
عض شفايفه وما قدر يمسك ضحكته عن ارتباكها وخجلها: ما يجي من الشوق لافح، بتفتحينه!
التفتت ناحية تركي وملامحها امتلت بالاحمرار من فتح الشباك ونطق بضحكه وهو للان ما شاف كفوفهم المتشابكه: ما اكتفيتوا؟ خمس دقايق ما رويتو فيها الشوق!
شد على كفها والتفت له بغيض: تركي ودك بالزعل؟
هز رأسه وابتسم بعبط: ودي بالحُب!
فلتت يدها بسرعة ورفعت اغراضها من الارض بخجل وعيونها تتهرب من عيونه: تأخرت عليهم!
تنهد بهدوء ونطق: بشوفك..في مكاننا !
هزت رأسها وابتسمت: اشوفك على خير
ابتسم من ابتسامتها واعاد نفس حواره معاها في اخر مكالمة لهم :"كل الخير في شوفتك!"
ابتعدت عنه بارتباك وكفوفها على صدرها وكأنها تمنع فرشات جوفها من الظهور! رغم ان لمعة عيونها ماقصرت ابدًا

لأنك جئت في الوقت الذي كُنت أرفضُ فيه الحُب ، أحببتكَ أكثر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن