الفصل الثاني

5.3K 362 49
                                    

*طاااط طااط طااط طااط طااط*

فتحت عيناي بثقل شديد تحسست المكان حولي حتى وجدت هاتفي رفعته أمامي ثم أخرست المنبه المزعج نظرت إلى الساعة إنها تشير إلى الخامسة والنصف صباحاً، أسرعت إلى تفقد برنامج "الباث" لأرى كم ساعة قضيتها في النوم *٤ ساعات*.. آه أربع ساعات فقط؟ كيف سأتحمل هذا اليوم الثقيل؟

لديّ ربع ساعة لأتوضأ وأصلي لأستطيع اللحاق به. توضأت ثم صليت الفجر ونافلتها ثم أختلست نظرة سريعة إلى الساعة بقي دقيقتان. نزلت السلالم بسرعة فتحت الباب المؤدي لقسم الرجال ثم فتحت الباب الخارجي للمنزل ثم تقدمت خطوتان في باحة المنزل ثم نظرت إلى الأعلى.. شروق الشمس!

أحياناً أكاد أصدق تلك الفكرة الغريبة التي تقفز في ذهني بين الحين والآخر أن هذا المنظر الساحر لا بد أن يكون قادمٌ من كوكبٍ آخر.. كيف لهذا الكوكب الملوث أن يكون بهذا الجمال؟

سبحانك ربي!

أخذت اتأمل هذا العُجاب لخمس دقائق ثم عدت للمنزل، أيقظت إخوتي ثم أرتديت ملابسي قميصاً أزرق ذو تفاصيل موّردة عند الكمين والياقة وقلادة ذهبية وتنورة سوادء، أخذت نظرة إلى المرآة فقررت أن أرفع شعري اليوم "ذيل حصان".

دعني اتأكد أني لم إنسى شيءٌ اليوم.. نظارتي الطبية والشمسية كلاهما بالحقيبة.. كتاب المحاضرة الأولى.. وملزمة المحاضرة الأخيرة.. رائع! لم أنسى شيء لنرى بأي حجة ستدعوني لمياء اليوم بـ"فاهية"..

آه.. كدت أن أنسى أخذ كتابٌ اليوم ذهبت إلى مكتبتي الصغيرة في زاوية غرفتي ثم أخذت كتابي المفضل لكل الأوقات "محاولة ثالثة" لمحمد الرّطيان.

غريب.. القطار ليس مزدحم كالعادة! ذهبت إلى نفس مقصورتي بالأمس.. حمداً لله إنها فارغة.

أتخذت مقعداً بجوار النافذة وحقيبتي بالمقعد المجاور، أخرجت كتابي من الحقيبة ثم وضعت سماعات هاتفي في أذنيّ وأخترت هذه المرة موسيقى هادئة.

حقيقة! ألا يحدث هذا معكم جميعاً تتوهمون بأن شخصاً يتحدث إليكم عندما تضعون سماعات الأذن؟ تجاهلت هذا التوهم ولكنه للحظة بدأ وكأنه حقيقي.. رفعت عينيّ عن الكتاب.. آه إنه صوت حقيقي، كان ذلك الشاب من الأمس واقفاً عند المقصورة وفي يده كتابه ليستأذن للدخول.. يا لهذا الشاب اللطيف وبالطبع سمحت له بالدخول.

"ما.. ما إسم هذا الكتاب.. لو سمحتي!"

فأجبت "محاولة ثالثة"

"ومن المؤلف؟"

"محمد الرّطيان.. بالطبع تعرفه!"

أجاب بابتسامة "ومن لا يعرفه" سكتت قليلاً ثم سألني مرة أخرى "أي نوع من الكتب تقرأين؟"

"كل أنواع الكتب وغالباً روايات" ترددت قليلاً قبل أن أسأل "وأنت؟"

"تقريباً مثلك أقرأ كل أنواع الكتب وأفضل كتب الفلسفة" ثم أضاف " ومن كاتبك المفضل؟"

"أغاثا كريستي"

"تلك العجوز مدهشة أليست كذلك؟"

اعتدلت في جلستي وأنحنيت قليلاً باتجاهه فقد أخذني الحماس فكما تعلمون من الصعب أن تجد شخصاً يشاركك نفس الاهتمام وبنرة حماسية طفولية تكاد تكون صراخاً "بالفعل!!! أتمنى حقاً لو أنها على قيد الحياة.. تخيل ذلك.. أن اقابلها وأتحدث معها.."

قال ووجهه يملأه البهجة "كم سيكون ذلك رائعاً!!"

وبابتسامتين من كلانا انتهى الحوار ثم سكوت عقيم.. حاولت أن أعود إلى إندماجي للكتاب ولكن لم أستطيع أردت أن أتحدث معه أكثر ولكن تلك الحمقاء في ذهني لم تدعني أفعل..

ثواني ثم توقف القطار وارتجلنا منه.

دخلت الجامعة و توجهت إلى محاضرتي الأولى جلست بجانب لمياء ثم نظرت إليها بابتسامة عريضة فسألتني "ماذا؟ ماذا هناك؟"

"أتذكرين الشاب الذي أخبرتك عنه في البارحة؟"

"ذلك الشاب "الحبيّب" الذي أستأذن قبل دخول المقصورة؟"

"نعم! نعم" فقصصت لها ماحدث صباح هذا اليوم في القطار

"مشوق.. يجب أن آتي معك يوما ماً لأراه!"

"ماذا؟ فصل دراسيٌ كامل وأنا أطلب منك القدوم معي في القطارولم تأتي والآن تريدين القدوم لتريه فقط؟؟ في أحلامك عزيزتي"

ابتسمت ابتسامتها الماكرة وقالت "أهذه غيرة أم ماذا؟"

"غيرة!! أنا لم.."

فقاطعتني المعلمة موبخة"هيام ولمياء إن كان لديكم موضوع مهم جداً فتحدثا بالخارج"

أيمكن أن تكون غيرة؟ لا أعلم ولكن ذلك جعلني أبتسم..

وجَمع بيْنهُما كِتاب!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن