الفصل السابع

3.4K 297 40
                                    

فتحتُ عيناي بهدوء لتخرج من الظلام التي كان يحتويها إلى بياض.. أدركت حينها أني بالمشفى.

جلت بناظري حولي، الستائر تحيط بي من كل جهة وصوت سعال حاد للمريضة التي بجانبي الأيسر -على حسب إعتقادي-، على الجهة اليمنى من سريري كان باسل جالس على كرسي وقد حنى رأسه إلى الأسفل إلى شيءٍ بين يديه ربما هاتفه!

حقيبتي وحقيبته كانتا على الأرضية بجوار كرسيه، التفت إلى يميني، إلى المنضدة وجدت هاتفي موضوعاً عليه.

مددت يدي لالتقاطه ولكنها عجزت عن الوصول إليه وانا بوضعيتي تلك، مستلقية، فرفعت ظهري إلى الأعلى قليلاً لأتمكن من الجلوس، أحس باسل بحركتي فرفع رأسه باتجاهي وظهرت على شفتيه ابتسامة -ولأول مرة ابتسامة كاملة- ولكنها سرعان ما تلاشت عندما رآني مقطبة الحاجبين، أدرك سريعاً أني أريد هاتفي فنهض وأخذه وناولني إياه، جذبته منه بقوة.. لا أريد منه أي مساعدة.. نعم كنت غاضبة! لأنه وبطريقة ما مسؤول لما حدث لأبي، تفكيري الطفولي به هو ما أنساني دواء أبي.

فتحت القفل الخاص بهاتفي كانت الساعة تشير إلى التاسعة وعشر دقائق، يداي كانت ترتجفان، خائفة.. خائفة جداً مما سأسمع من الطرف الآخر.

ضغطت رقم هاتف أمي، أصابعي كانت تحاول عابثة أن تخطئ برقمها الذي أحفظه لسنين

٠٥٠٨

خطأ!

مسحت آخر رقم

٠٥٠٩٨٧٥

خطأ!

مسحت آخر رقمين

هيام مالذي دهاك؟ ركزي.

خائفة جداً.

جلس باسل بجانبي على السرير وأبعد يداي عن الهاتف وأخذه مني نظرت إليه بهدوء.. لم أقوى على الصراخ والغضب كانت روحي مهلكة.. مهلكة جداً!

"آخبريني برقم هاتف أمك أنا سأتصل يبدو أن يداك لن تتوقف عن الارتعاش"

أخبرته برقمها، اتصل، ناولني الهاتف، قلبي -وكان الله بعونه حينها- يخفق بشدة، انتابتني رغبة شديدة باغلاق الخط ولكن لم أقوى على ذلك..

"آلو"

"آلو"

"كيف أبي؟"

"الحمدلله بخير، الأطباء قالوا بأنه لا يوجد ما يُقلِق ويمكنه العودة للمنزل مساءاً"

انفرجت أسارير قلبي "الحمدلله، شكراً لك يا الله.. أريد أن أتحدث معه"

"إنه نائم الآن، إذا استيقظ سأدعك تحادثينه"

"حسناً"

"هل أنتِ بالجامعة؟"

"هههه بالطبع، أين يمكن أن أكون؟"

"لقد قلقت لأنك لم تتصلي"

"لقد انتهت بطارية هاتفي وشحنته الآن وأتصلت بك"

"آه حسناً.. إلى اللقاء"

حمداً لك يالله اعدت والدي إلي، مطر عيناي بدأ ينهمر، ابتسامتي بدأت تتسع، أشعر بأني أطير من السعادة.

نظرت إلى باسل وقلت "أبي بخير"

ابتسم وكأن الأمر يعنيه "الحمدلله" ثم أضاف "وتلك كانت كذبة رائعة!"

توقفت فجأة عن الحديث والتفكير وربما التنفس، أنا بدون حجابي وغطائي، أعلم أنه قد فات الأوان على ذلك فباسل قد اشبع ناظريه مني ولكنه رجل أجنبي عني..

بدأ الارتباك والاحراج يظهر على محياي، ألعق شفتاي، أضع شعري خلف أذناي بطريقة طفولية، وأكاد أجزم أن وجنتاي بدأت بالإحمرار.

ضحك باسل ربما فهمني ونهض من السريروأخذ حقيبته وتوجه للخروج ثم توقف في طريقة والتفت إلي وكأنما يتحدى وجنتاي بأن تنفجر إحمراراً قائلاً "تبدين أجمل بكثير من خلفية هاتفك" وغادر.

توقفت عن التفكير للحظة لم أفهم مايعنيه ثم نظرت إلى هاتفي وفهمت المغزى كانت خلفية هاتفي صورتي، لقد رأها ربما وأنا نائمة أو...

عندما نسيت هاتفي في المقطورة!!

لن ألوم لمياء من الآن وصاعداً إن نعتتني ب"الفاهية".

آه أنا لم أشكره حتى.. يا لوقاحتي!

تشكرينه؟ ألم يكن هو المسؤول عمّا حدث؟

كلا. أنا وحدي المسؤولة هو لك يطلب مني أن أفكر به، كانت لحظة غضب وغباء فقط عندما قلت أن له علاقة لما حدث.

دخلت الممرضة وبدأت بعملها، قاست لي الضغط وطلبت مني النظر إلى مصباح بيدها وأن أفتح فمي عدة مرات لتقوم بما هي أخبر مني فيه ثم صرحت "كل شيء ممتاز، يمكنك المغادرة"

سألت بإحراج "ألم أحضر بعباءة؟ أعني أين هي؟"

فأجابت بتلقائية بجواب يبدو أنها اعتادت على قوله كثيراً "حاجيات المريض الشخصية توضع في الدرج الأسفل للمنضده"

"شكراً"

ثم غادرت. أتصلت بلمياء لم تجب. بعد عدة دقائق اتصلت بي وأذني تكاد تنفجر من صوتها "أييييننن أننتتتيي؟ كيف تججرئيين على الغياب من دون إخباري؟؟؟"

"أغفري لي يا جلالة الملكة، ولكني كنت في طريقي إليك ولكن أعترضت جيوش العدو مسيرتي والآن أنا في المشفى؟"

"هل أنتي جادة؟؟؟ بأي مشفى؟"

ضحكت وقلت "حقيقةً لا أعلم بأي مشفى دعيني أرى"

قفزت من السرير بدأت أنظر حولي ثم وجدت شعار مشفى الحبيب على مفرش السرير "مستشفى الحبيب"

"مالذي حدث لك أخبريني؟"

"ما رأيك القدوم إلي لأخبرك كل شيء بالتفصيل فلقد تركني الأمير الوسيم هنا لوحدي"

"سوف أتصل بالسائق وأطير إليك"

------------------

ماعندي أدنى معلومة عن المعلومات الطبية الي قلتها فمن المحتمل تكون خطأ! أعذروني جبتها من راسي..

وجَمع بيْنهُما كِتاب!Where stories live. Discover now