الفصل العاشر

3.3K 277 57
                                    

يوماً بعد يوم، أصبحت الخمس والأربعون دقيقة في القطار لا تكفينا. نتحدث طوال الوقت وأعني بذلك خمس وأربعون دقيقة وأربع وثلاثون ثانية.. نعم قمت بحساب الوقت.

سأقوم بتلخيص ماعرفته عنه:

باسل الفوزان

٢٣ سنة

في السنة الأخيرة من الجامعة

يدرس إدارة أعمال متخصص بالمعاملات المالية

أخاه محمد أكبر منه بثلاث سنوات متزوج ولديه طفل

وميساء تصغره بست سنوات لاتزال في الثانوية؛ إذن هو أوسط العائلة.

متفوق دراسياً، هذا أكبر قاسم مشترك يجمعنا.

أخبرني مرة أنه أحضر أخته بسيارته فسألته إذا كان يمتلك سيارة لماذا يذهب بالقطار؟ ضحك وقال "بالله عليك إن وجدتي من يقود بدلاً عنك ويمكنك أن تنعمي بالراحة وتقرأين كتباً طوال الوقت، هل ستقومين بالقيادة بنفسك؟"

لا داعي لأن أقول أن لمياء وبختني كثيراً على ذلك.. آه إنها محقة أحياناً أتطفل بأسئلة غبية، غبية جداً.

بدوري أنا أخبرته عني:

هيام المحيا

٢١ سنة

في السنة الثالثة من الجامعة

تخصصي لغات وترجمة، لغة فرنسية

أكبر إخوتي؛ يصغرني خالد بسنتين ورؤى ومنى توأم في الثاني ثانوي وميّ في الأول متوسط.

متفوقة دراسياً أيضاً.

كما أننا قد دُعينا لنفس حفل تكريم المتفوقين لعام ١٤٣٠ هـ، مضحك أليس كذلك؟ إلتقينا من قبل كغرباء والآن ألتقينا كـ.. حسناً لا أعلم كيف أصفنا الآن.

كانت لديه عادة تحرجني كثيراً، لا أعلم هل هذا يحدث معه مع الجميع أم معي فقط، عندما أتحدث كان يحدق بعيناي ويبتسم نصف إبتسامته تلك. لا أعلم هل ما أقوله مضحك؟ أم كما تصفه لمياء.. غارق في بحر عيناي.

هذا سخيف! بدأتِ تتوهمين أشياء ليست حقيقية، بالطبع سيحدق بعيناك فهذا الجزء الوحيد الظاهر منك ونصف الإبتسامة تلك أنها مخيلتك فقط.

أيعقل ذلك؟

عندما علم أنني أدرس الفرنسية، طلب مني كتابة أسمه بالفرنسية.. ضحكت من كل قلبي ويبدو أنني أحرجته بذلك، إذ أن الإسم لا يتغير بالفرنسية إنه يظل كما هو.

في النهاية يبدو أنني لست الوحيدة من تسأل أسئلة غبية، وهذا أراحني كثيراً.

علمته عدة كلمات بالفرنسية وأكثر ما أعجبه

Je t'aime = جو تيم

بمعنى أحبك

au revoir = او غفواغ

وتعني إلى اللقاء

المضحك أنه كان يعكس بينهما فعندما يريد المغادرة كان يقول لي بكل براءة "جو تيم" لم أمانع مطلقاً ولم أخبره بخطأه وكنت أجيبه ب "جو تيم" أيضاً.

هكذا كنا نفترق.

وجَمع بيْنهُما كِتاب!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن