الفصل السابع عشر

3K 281 20
                                    

(١)

عندما طلب مني الدكتور الخروج، توجهت لكراسي الانتظار بالخارج. كنت معتدلاً في جلستي التي مالبثت ان تحولت إلى استلقاء وغطيت في سبات عميق حتى استيقظت عند الساعة الثامنة والنصف مساء.

توجهت لدورات المياه وتوضأت وتوجهت لغرفتك لأصلي بها.

كنت أستطيع سماع صوتك تتحدثين بالهاتف يبدو انه مع والديك. لذا، طرقت الباب قبل الدخول وحينها التفتِ إلي وقلت لمحدثك "آه، هذا هو"

ارتفع حاجباي "ماذا؟ أنا؟"

وضعت السماعة على كتفك وقلتي بهمس "والدي يريد محادثتك"

اتسعت عيناي "حقاً؟"

"أسرع!"

ركضت باتجاهك والتقطت السماعة وتنحنحت قليلاً بصوت رجولي، كنت تضحكين فقطبت حاجباي بمعنى أن تتوقفي فوضعت كفيك على فمك

حينها قلت "مرحباً"

فاجأب والدك بنبرة مختلفة جداً عن المحادثة الأخيرة لدرجة يصعب تصديق انهما نفس الشخص، كانت نبرة مليئة بالحياة " أهلاً باسل، كيف حالك؟"

"الحمدلله بخير، وانت ياعم عبدالعزيز؟"

ضحك وقال "اوه من الآن يناديني بعمي، إنني بأفضل حال ياولدي والشكر يعود لله ثم لك"

ضحكت انا بدوري "لا داعي للشكر، فعلت ما يجب فعله"

"لقد أخبرتنا لمياء بكل ما حدث.. أعني بينكما"

ققلت بضحكة محرجة "خيراً فعلت، لأني لا اعلم كيف سنخبركما"

"باسل.. والدة هيام تريد محادثتك، أيمكنها؟"

"بالطبع بالطبع"

سلمها سماعة الهاتف أو الجوال لا أعلم فأجابني صوت حانيّ تتخله الدموع "باسل ابني، كيف حالك؟"

"بخير ولله الحمد"

"أرجوك اعتنِ بنفسك وبهيام فهي أغلى ما لدي"

أجبت بابتسامتي الجانبية وانا انظر إليك "وأغلى ما لدي أنا أيضاً"

"حفظكما ربي"

"جميعاً يارب"

أغلقت السماعة فصرختي بحماس "ماذا؟ ماذا قالوا؟"

قلت بنبرة كبرياء مصطنعة "لاشيء، لقد قالوا تخلص منها إن أردت فنحن لا نريد عودتها"

"هاها مضحك!" ورميتي وسادة كانت في حجرك على وجهي

احتجت خمس ثوانٍ لأعالج ماحدث ثم أخذت الوسادة وكنت على وشك رميها ولكنك وضعتي يداك على وجهك فتراجعت وقلت "سأسامحك هذه المرة فقط لأني "حبيّب" أوليس هذا ما كنتِ تلقبينني به؟" ومددت لساني خارجاً

اتسعت عيناك وقلت في صدمة "كيف علمت بذلك؟ لمياء أخبرتك أليس كذلك؟"

"ربما.. أو ربما قرأت مذكرتك" قلت ذلك وانا أحكّ مؤخرة شعري لعلمي بأنك ستوبخينني

وجَمع بيْنهُما كِتاب!Where stories live. Discover now