الفصل الثامن عشر

3K 253 34
                                    

"هل أنتِ مستعدة؟" سألتك
اطلقتِ زفيراً ثم قلتِ "نعم"
شبكت كفينا وخرجنا خلف الطبيب للإجتماع، وُضعت الكراسي على شكل حلقة وكنّا خامس الحضور وانتظرنا دقائق واكتمل العدد.
إحدى عشرة فتاة قد شكلنّ الحلقة وكنا نحن (أنا والمرافقون) نجلس بعيداً عن الحلقة في آخر الغرفة ولكننا بالطبع نستطيع سماعهن.
تحدث الدكتور أولاً "مرحباً بكن، يسعدني رؤيتكن هنا فعسى أن تعم الفائدة على الجميع" ابتسم ثم أكمل حديثه "أمامي الآن فتيات جميلات مفعمات بالحياة مرّوا بتجربة عصيبة.. كنّ ضحية اختطاف من قبل تجار السوق السوداء التي كانت رغبتهن كما علمنا مؤخراً في المتاجرة بالفتيات أو بأعضائهن" اقتبض أوجه الفتيات بحديثه هذا ثم تناول ورقة كانت على حجره وقال "هذا تقرير الشرطة للقضية.. هل تودّن معرفة كيف تم القبض عليهم؟" اومأ بعضهن بالإيجاب وبعضهن لم يومئ وكنتِ من المجموعة الثانية
"حسناً.. كانت هناك مطاردة من قبل الشرطة لشخص ما مختبىء في الغابة وقد استخدموا جهاز استشعار حرارة الجسم لإيجاده، وفي أثناء ذلك.. مرٌت شاحنتكم"
قاطعته إحداهن بغلاظة "ليست شاحنتنا، لم يكن أختيارنا أن نصعد إليها"
"آسف، لم أعني هذا.. حسناً مرّت الشاحنة التي كانت تحملكن فاستشعر الجهاز وجودكن فاعتقد رجال الشرطة أنها عملية تهريب عمالة لداخل البلد، فبدأوا بمتابعة الشاحنة حتى وصلت المقر وتم مراقبة المكان لعدة أيام حتى تمكنوا من الهجوم اخيراً و اعتقالهم وتحريركن"
قالت فتاة أخرى "سبحان الله، لو لم يكن ذلك الهارب من العدالة موجود لما تم اكتشاف وجودنا"
"حقاً أريد أن أشكره!" قلتِ أنت
"إنها مشيئة الله، ياصغيراتي، هو من قدّر إنقاذكن فاشكروه
" قال الطبيب "حسناً لنتحدث عمّا داخل الزنزانة.. هلا فعلنا؟"
تحدثت نفس الفتاة التي قاطعت الطبيب سابقاً "اعتقدت انها اخر محطة في حياتي، أنني لن أرى الحياة مجدداً"
"وكذلك اعتقدت أيضاً" قالت فتاة أخرى
"ماهي أكثر ذكرى علقت في ذاكرتكن من الحادثة؟ لنبدأ من عندك" قال الطبيب وأشار للفتاة التي بجانبه
"عندما كنا في الزنزانة دخل أحدهم ووضع الطعام ثم أخذ صينية طعام البارحة فإذا به لم يُمس ولم يُأكل.. فأخذ يصرخ ويتوعد فينا وقبيل خروجه بصق في طعامنا وخرج"
كانت علامات الاندهاش والإشمئزاز على محيّا الطبيب وأنا والمرافقون
"انها ذكرى مضحكة قليلاً.. نفس الرجل عندما أراد الخروج تعرقل سيره وسقط على وجهه فانتفض بعصبية ينظر إلينا حتى لا نتجرأ على الضحك"
قالت الفتاة الي تليها "اتذكر ذلك جيداً! كانت تلك ربما المرة الوحيدة الي ضحكنا فيها"
كان دورك في الحديث "عندما وضعنا في الشاحنة عندما تم اختطافنا في السعودية، أخذت إحدى الفتيات بالطرق على باب الشاحنة لتثير الإزعاج فضربها سائق الشاحنة ضرباً مبرحاً"
قالت تلك الفتاة التي قاطعت حديث الطبيب أولاً "تلك كانت أنا"
"أحييك على شجاعتك" قال الدكتور
"شكراً"
هنا وقف الطبيب وقال مشيراً لنا "لندع الفتيات يأخذن راحتهن بالحديث" وأشار إلينا بالخروج.

وجَمع بيْنهُما كِتاب!Donde viven las historias. Descúbrelo ahora