الفصل السادس

3.4K 297 19
                                    

استيقظت متهالكة، أشق بصعوبة طريقي إلى الحمام وكأنه يبعد أميال عن سريري، تفقدت برنامج "الباث" لأرى كم ساعة أستغرقتها بالنوم. ساعة واحدة فقط!!!!

آه.. كيف سأصمد أمام أكثر ثلاث محاضرات مملة على مر التاريخ؟؟

عندما تقع عيناي على باسل اليوم سأوسعه ضرباً كل هذا بسبب التفكير في جلالته!

حاولت أن أنّهر نفسي عن التفكير به فهو مجرد لا أحد، مجرد شاب يشاركني نفس المقطورة.

ولكن لم أستطيع أبعاده عن ذهني ولم أستطع هزيمة نصف ابتسامته تلك التي أصبحت تتراءى لي في كل وجه أراه، حمداًلله أمي ذكرتني بأن أناول أبي دوائه فأبعدته عن ذهني قليلاً وأستطعت أن أهنى بالقليل من النوم.

وبالحديث عن باسل ابتسمت. يالله مالذي يفعله هذا الصبي بيّ؟

دخلت إلى المقطورة وكان باسل في مقعده المعتاد. جلست في مقعدي المقابل له، كان نظري يجول بين النافذة تارة وهاتفي تارةً أخرى. أتصلت منقذتي للمرة الأخرى من التفكير به، أمي.

"آلو"

"هيام أين أنتي؟"

"ها؟ بالقطار بالطبع"

"هل ناولتي والدك دوائه بالأمس؟"

"نعم نعم.. " وبعد ثانية من التفكير شهقت "لا ياإلهي لقد نسيت"

"حسناً إلى اللقاء"

قلت ودمعي أصبح يطل من عيناي للعالم الخارجي "أمي ماذا هناك؟ هل أبي بخير؟"

قالت بصوت يكاد يختنق "لاشيء.. كل.. شيء.. بخير"

"أمي أرجوك لا تكذبي!!"

لم تجبني ولكن صوت شهقاتها أجابني.

"بالله عليك تكلمي!!"

"اجتاحت والدك نوبة تشنج" ثم أكملت بصوت بالكاد يسمع "نحن الآن بالمستشفى.. كل شيء بخير لا تقلقي.. إلى اللقاء"

أغلقت الهاتف. دمعي أخذ يتسابق من يصل إلى عنقي أولا.. والأكسجين خان رئتايّ رفض أن يمدها بالحياة.. تنفسي أصبح ثقيلاً حاولت أن أسيطر عليه..

شهيق

زفير

والدي سيكون بخير

شهيق

زفير

شهيق

زفير

حاولت أن أقنع الأكسجين بالعودة ولكنه أبى.

أحسست بأن غيمة سوداء تكتلت فوق ناظري.. بالكاد أميز ما أرى.. وفقاً لما أرى يبدو أنني سقطت على الأرضية فقد كنت أحدّق بالسقف.. طل وجه من تلك الغيمة.. وجه مألوف جداً، وجه باسل.. كان ينطق بشيء ما لكنني لاأسمعه.. كل ما تلتقطه أذني ذبذبات صدى صوتي، والدي سيكون على مايرام..

وجَمع بيْنهُما كِتاب!Where stories live. Discover now