الفصل التاسع

3.1K 286 26
                                    

استيقظت قبل أن يرّن المنبه بربع ساعة، وهذا لا يحدث إلا نادراً عندما أكون قد نمت مبكراً وأخذت حصة كافية من النوم أو..
أنني أريد أن أسابق الوقت حتى أذهب للقطار وأكون مع باسل!

أي خرافات تهذين بها يا عزيزتي؟؟ من الأفضل لك أن تعودي للنوم

ولكن.. ولكنه يهتم بي وأنا.. حسناً إنه يعجبني

هؤلاء هم الفتيان يبدون إعجابهم بالفتاة ليتسلوا فقط

لكن باسل.. مختلف

حقاً؟ بما هو مختلف عبقري زمانه؟

حسناً.. إنه مهذب ولطيف ولقد نقلني للمشفى وبقي معي فقد كان بإمكانه أن يتركني فهذا أمر لا يعنيه كما أنه.. أرسل لي باقة ورد!

علمت ذلك! كل هذا الموضوع يدور حول باقة الورد تلك..

أرتديت كنزة زرقاء صوفية طويلة الأكمام قليلاً فهذا يشعرني بالدفء أكثر. تمعنت في نفسي في المرآة، إنني حقاً جميلة.. لدي وجه طفولي كما يقلن الفتيات في الجامعة، عيناي الصغيرتان أكثر ما يميزني..

آوه هيام توقفي! إنني أهذي كما في الأفلام عندما تقع في الحب يتصور لك أنك أصبحت أكثر جمالاً..
باسل سأنتقم منك يوماً ما إنك تدفعني للتفكير بأشياء سخيفة..

سرّحت شعري، ثم ذهبت لإيقاظ أخوتي ثم توجهت للأسفل.
دخلت القطار مرتبكة وكأني أدخله لأول مره.
ماذا لو وجدته بالمقطورة هل أدخل؟ سوف يكون هذا تصرفاً جريئاً بعض الشيء..
استرقت النظر لمقصورتي، حمداً لله كانت فارغة. دخلت وضعت شنطتي بالأرضية ثم أخرجت هاتفي.
مرّت قرابة الربع ساعة ولم يأتي باسل. بصراحة ضايقني ذلك قليلاً ولكني دفعت بهذا الإحساس بعيداً وأخرجت كتاب لاقرأه كان كتاب السجينة لمليكة أوفقير.
غصت داخل الرواية حتى تصور لي أنني بدأت العيش بداخلها، بكل تفاصيلها، بدأت ألتهم الصفحة تلو الأخرى بانهماك.
أحسست فجأة بحركة الناس داخل القطار، يبدوأننا وصلنا. أغلقت كتابي وأنحنيت لأضعه داخل الحقيبة. عندما رفعت بصري كان باسل في المقعد المقابل، لا شعورياً صرخت "بسم الله" فأنا لم ألحظ دخوله ولا وجوده مطلقاً.
لا أعلم كيف كان منظري عندما صرخت فقد بدأ باسل بالضحك وقد أرخى رأسه للوراء من الضحك، إنها أول مرة أراه وأسمعه يضحك كانت ضحكته من ذلك النوع الذي يدغدغك فيجعلك بدورك تضحك معه، ثم وضع يده على فمه محاولاً إيقاف ضحكته ولكنها كانت تطل من عيناه ثم قال بإبتسامة "آسف.. لقد استأذنت للدخول ولكن يبدو أنك كنت متعمقة بالكتاب فلم تجيبي فسمحت لنفسي بالدخول"

لأكون صريحة كنت لأغضب لو أن أحداً آخر هو من قام بذلك فبدلاً من الاعتذار بدأ بالضحك ولكنه ببساطة.. كان باسل!

ثم قلت "لا داعي للإعتذار" أخذت حقيبتي وهممت بالخروج وكان قد خرج معي ثم سأل "ما قصة الكتاب؟ يبدو ممتعاً"
"إنه بالفعل كذلك، يحكي قصة فتاة كانت أبنة الملك بالتبني ثم انقلب والدها الحقيقي ضد الملك، فأمر الملك باعتقالهم جميعاً وسجنوا لمدة عشرين عاماً"
"رغم أن الروايات ليست نوعي المفضل من الكتب، إلا أنها تبدو ممتعة"
"إنها قصة حقيقة"
"هذا مشوق"
بنهاية هذا الحديث كنا قد وصلنا للنقطة المفترض أن نفترق بها ويذهب كلانا بإتجاه. لكنه استوقفني
"هيام"
"نعم"
"كيف حال والدك؟"
"بخير، لقد خرج من المشفى بالأمس"
"حمداً لله"
ابتسم فابتسمت ثم اتجهنا لجامعتينا.

وجَمع بيْنهُما كِتاب!Where stories live. Discover now