انقلاب الزهرة

4.8K 424 346
                                    

(36)

تذكير: الفصل السابق علمنا بعضا من ماضي الزهرة و هو أن زهور الٱقحوان وقعت بحبها. و هي نفسها ريفادور الذي أخفى قلبه في منطقة تدعى أسفل دموع الحيتان.

.
.

صرخت: بلور!!

فور ما أغلقت عيناي، متمنية بشدة أن ترد علي و على نجدتي فما عدت اتحمل بعد الآن.

"بلور، رُدي علي!!"
صرخت، ثانية.

حينها فقط سمعت صوت ضربة خلفي، التفت ففتحت عيني بصدمة. وجدتها بعيدة جدا عني تضرب زجاجًا ما، حاجزًا، و لكنه يرفض الإنكسار. أخذتُ شهقة صامتة و ركضت، لكني كلما ركضت ابتعدت هي أكثر و إنزلقت دموعي أسرع.

"أرجوك انتظريني، بلور!!"
قلت بصوت عال أمد يدي لها و هي تواصل ضرب الحاجز لكني لم أستطع لم أستطع لحاقها، بل انتهى أمري جاثية على ركبتاي أتنفس بقوة. تساقطت دموعي بصرامة و أنا أضرب قبضتي بالأرضية ألعن فيها حظي و أجداده.

قبضت أناملي بشدة و صرخت بألم: لماذا تفعلين هذا بي؟!

صمتت لحظات..

"أيتها الزهرة، افتحي الحاجز"

صرخت بصوت أعلى بغضب شديد، و لكنها لم تهتم، لم أعد أفهمها، لم أعد أفهمها إطلاقا. أحيانا باردة أحيانا دافئة أحيانا طيبة و أحيانا سيئة مالذي بحق تفعله بنفسها و بجسدي.

عضضت على شفتي و بأعلى صوت: لماذا تغلقين عليها، ٱريد العودة للمنزل كفي حماقة، كفي عجرفة سحقًا!!

تصدع الحاجز فجأة محدثا تشققات به و ظهر به ظهرها الذي يقابلني دوما بخصلاتها الزرقاء، ثم تلاه كتابة بشعة غاضبة..

"لن أكف حتى تختفي، لن أكف حتى توقفي تدخلك بما حدث معي، لن أكف يوما حتى تصبحي أنت مجرد ماضي"

ثم راح الزجاج يتصدع أكثر خفت، فوقفت بسرعة أركض مددت يدي بل دموع: بلور!!!

و هي كذلك و ما إن تلامست أصابعنا على الحاجز حتى تناثر زجاجه بشكل قوي و عدد كثير خادشا بعضا من ملامحي و يدي. لمحت ببطء شديد آخر ما كتبت

"إنهم قادمون، اصبري."

ثم على وجهي سقطت. فتحت عيني بسرعة و دموعي تتقاطر لازالت رؤيتي غير واضحة هنا فقط، حين أزورها لا أشعر بأي مرض، تحركت قليلا فسمعت صوت شيء.

نظرت للأرض فدهشت بشدة حين وجدت قطع زجاج متناثر و زادت صدمتي حين رفعت يداي، كانتا تهتزان لوحدهما و قد ارتعشت بؤبتاي لرؤيتي الدماء و نزول بعضها من جروح وجهي، لقد آذتني حتى!!

أضقت عيناي بألم قوست شفتاي رفعت كتلة الدماء لٱذناي و مرة ٱخرى، صرخت بأقصى ما أملك كدت ٱمزق حبالي الصوتية. ثم بكيت بصوت عال و كيف لا أفعل و كل ما التقطته عيناي كان عبارة عن ظلام في و كل ما التمسته حواسي كان ألما و جروح.

رواية || الزهرة الزرقاء Where stories live. Discover now