-أيلٌ صغير

7.5K 444 1K
                                    


(52)

تذكير: الفصل السابق كان وجهة نظر ليام، و هو يتحدث عن الكابوس الذي يراوده.

إهداء لـ: Panda0Senpa

.
.

قلت بنبرة خافتة: ليام!!

تراجعت خطوة للخلف و كدت أسقط، لارتعاد قدماي. كان هو، أنا متأكدة. لا يمكن أن لا أعرف تلك العينان، و السمات الحادة. كان صغيرًا، ربما بالعاشرة . و لأول مرة في حياتي، رأيت ذلك الدب القطبي البارد. خائفًا.

شفاهه تحركت، تُغلق ثم تفتح أراد أن يقول شيئًا. لكنه تحرك فجأة و هو يصرخ: ٱمي!!!!

ابتعدت الحيوانات و صدر صوٌت قوي من أجنحة الطيور، التفت له بسرعة و لم تستطع عيناي التقاط شيءٍ سوى جسده و هو يقفز ثم الماء يفيض من البحيرة.

صرخت بخوف: ليام!!!
و قد صدى صوتي بالغابة.

هرولت بعدها و ركضت للبحيرة لٱلقي بنفسي ورائه.

كان خديَّ منتفخان إثر حبسي للهواء و عيناي مغلقتان، سرعان ما فتحتهما وأنا أنزل في حين ردائي أعاق حركة يداي لكونه ارتفع. لففت رأسي في الماء، فلاحظت ليام يسبح للعمق، استعجلت و تبعته. أمسك هو بيد والدته كنت قد وصلت له بالفعل و طفوت خلفه.

حين أدار هو رأس ٱمه له انبثقت عيناي و لوهلة كاد يغمى علي، حتى أني خطأً فتحت فمي شاهقة. أما هو فُجع قلبه الصغير بعيناها المفتوحتان، الدماء المسربة من الجرح العميق برأسها و شُحوب وجهها.

حاولت إمساكه و سحبه فلم أستطع شعرت بالخوف الشديد من نظراتها، اختنقت روحي. أما هو مد يده بارتعاش و أغلق عيناها، تفاجأت من شجاعته. حاول سحبها لكن الطحالب الملتفة حول جسدها كانت أقوى منه، فهو يشد بإنش و هي بأضعاف أضعاف. رأيت الدموع بعيناه و هو يحاول الكلام، في لحظةٍ معينة فتح فمه صارخًا فتدحرجت فقاعاتٌ جمة عاليًا و شرب هو الماء بكثرة، لكنه رفض الصعود.

ارتعبت و كثيرًا، عيناه بالكاد تبصران لكنه ظل يمسك بيد أفرين، قُسم قلبي لأشلاء حين رأيت أياديهما تبتعدان عن بعض و كل ما بقي هو سنتيمترات. و بلحظةٍ سريعة، سحبت الطحالب جثة أفرين بخفةٍ شديدة حتى اختفت في العمق. أما ليام الصغير، أغلق رؤيته و بدل أن يرتفع، جسده أخذ ينزل.

صرخت كالمجانين وسط الماء مناديةً: ليام!!
و قد أحدثت صوت غرغرةٍ قوية.

شربت قليلاً، حتى لو كنت أكبر منه و باستطاعتي التحمل فقد بدأ الهواء ينفذ من رئتاي. غُصت بلهفةٍ إليه، ثم مددت يدي لٱمسكه لقد فعلت، لولا أنها عبرت أصابعه بدل التشبث بها. تذكرت أني مجرد خيال!!

شعرت بالضعف، و مع هذا ظللت ٱحاول إمساكه و نفسي يضيق لقد كان يغرق، يموت!! و أنا معه!! تجمعت الدموع بعيناي و بدون وعيٍ مني فتحت فمي فاغتال الماء حلقي و عبره. لم أهتم، بضيق نفسي و بكوني أكاد ألقى حتفي. فالأشياء هنا تؤثر بي لكني لا ٱؤثر بها. كنت سأفقد الأمل، لولا أني رأيت شيئًا يتحرك في الأسفل ناحيتنا.

رواية || الزهرة الزرقاء Où les histoires vivent. Découvrez maintenant