ضوءٌ أسود

6.8K 519 657
                                    

08.01.2017

(38)

تذكير: الفصل السابق قام ليام بتتبع احد المتمردين بعد ان أطلق سراحه عن قصد و قد استطاع من خلاله الوصول لمكان آن لكن الجنود حاصروهم مما جعلهم يقفزون من النافذة. أيضا علمنا أن حل اللغز:
"جدي ذاتك قبل أن تقعي بقبرك لا تنظري خلفك فللمرآة وجهين ينكسر الزجاج و تبقى قطرات الدماء.. من أنا؟!"
هو الصوت.

أرجو بشدة ان يعحبكم و لا تحسوا بطوله، أرجو أن يغفر لتقصيري بحقكم قرائة ممتعة.

.
.

|الكاتبة|

سقط كلاهما بعد ان أكلت أغصان الأشجار ما يكفي من لحميهما، كانا مُكورين حول بعضهما كمن يتشبث بالحياة أو ما تبقى منها. تراخت يدها بعد أن كانت تكاد تقطع قميصه، لكنها هكذا فجأة تراخت، ليس يدها و حسب، إنما كامل جسدها!!

أما هو، فقد شعر بصداع، و ألم شديد بكل جزء فيه، شعر بدماء تتسرب من جسده، و لِجسده!!! فتح عيناه بثقل يتأوه بألم، أبعدها عنه قليلا حتى يجلس فقط، بينما هي لا تزال متكأةً عليه يحيطُ بيده اليُسرى على كتفها.

وضع يده بنصف وجهه و قال: يا إلهي كان هذا مؤلم.

ثم نظر ليٙداه فوجد أنهما تنزفان بمناطق مختلفة بسبب جرح الأغصان لهما. ثم انتبه لشيء، لما هو وحده من تحرك، لما لم تبتعد عنه؟! بل لما فجأة لم تتحدث ؟!

التف ليمينه فوجد أنها حقا لم تفتح عيناها تستلقي فقط و الخدوش تملئ وجهها قلق و نادى: آن؟! آن!!

ثم راح يهزها لكنها لا ترد، حتى أزاح يدٙه من كتفها و جعلها تستٙلقي أرضا. حينها فقط قبل ان يكرر النداء لاحظ الدماء بكتِفه، لقد صُدم و كان عنده اعتقاد لكنه نفاه قرر التحقق منه. رفع كمه فوجد أنه لا وجود للجرح و أن إعتقاده كان محقا!!

بسرعة كبيرة قام برفعها و جعل رأسها يتكأ على كتفه، راح يضع يده برأسها يتحسسه و يبحث عن منطقة الإصابة حتى شعر بأن أنامله قد أصبحت باردة. رفع يده ببطء حتى ظهرت و ظهر معها كمية دماذ ليست بقليلة ، لقد ٱصيبت برأسها رغم أنه درٙعها بجسده لكنها في النهاية ٱصيبت.

لم تكن الإصابة بالخطيرة فقط نزيف، لكن ما أقلقه كانت حرارتها التي بدأت ترتفع شيئا فشيئ بشكل غير طبيعي، تسائل بفكره، أو لم تكن منذ قليل بخير؟!

نظر لها بقلق شديد كيف يضيق نفسها ترتفع حرارتها و ترتعد من البرد لقد قال بدهشة و صدمة شديدة: مالذي يحدث؟!

الأمر لم يكن طبيعيا كيف تنقلب حالها هكذا فجأة، لكنه لم يعلم أن هذا من عمل الزهرة. سمع ضجيجا بل دهس أغصانْ، فأسرع بوضعها على ظهره، وقف و قد حملها ثم بسرعة و راح يركض.

واصل ركضه يسمع أقدامًا تجري خلفه لكنه تجاهلها و راح فقط يجعل قدماه تسابقان برد تلك الليلة و صبحها يقترب اكثر، ثم لاحظ أن الأشجار تقل مع هذا اكمل حتى وجد أنه وقف بمنحدر ليس بعال حقا لكنه حين رفع عينيه حلت الدهشة عليه و قد غزت كامل ملامحه.

رواية || الزهرة الزرقاء Where stories live. Discover now