الفَصلُ الأوَّل.

2.7K 185 50
                                    

تَذكيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
لا إله إلا الله عَليه تَوكَّلت وإليه أُنيب.

* * * * * * * * * *

يومٌ جديدٌ مُكرَّر، مجَرَّد مِن أيَّةِ مَعَالمٍ لحَيَاةٍ طَبيعِيَّةٍ، فقَط أنَا وصَوتُ عقَارِبِ السَّاعَةِ وزقَّاتِ المَطرِ الخَفيفِ عَلى الزُّجَاجِ.. لا وجُودَ لشئٍ جديدٍ، الشَّئُ الوَحيدُ الذى يُفشِلُ خُطَّةَ اليَومِ فى مُرورهِ الرُّوتينيَّة، هو أنَّهُ اليَومُ الأوَّلُ فى الشَّهرِ، وهذا يَعنِى مَظروفٌ مَجهولٌ يُوجَد عِندَ عَتبَةِ بَابى بهِ عِدَّة وريقات نُقودٍ.

مِمّن تأتِى؟ لا أعلَم.
ماذا أفعلُ بِها؟ لا شئ.

حاوَلتُ مَرَّاتٍ ومَرَّاتٍ اختِلاسَ النَّظَرِ ومُرَاقبَةِ مَن يَقُم بِوضعِها لكننَّي أبدًا لم أعلَم.. وكأنّهُ يُراقِبنى؛ بالفِعلِ هُو يُرَاقِبُني حَتَّى عِندَما أقِفُ نَاظِرَةً للظَرفِ المَوضُوعِ أمامَ البَابِ مِثلَ كُلِّ مرَّة مع عِبارَتهِ الدَّائِمَة وبِنفسِ الخَطِّ المُعتَاد.. "قريبًا جدًا.. فقط إنتظري صغيرتي".

ماهوَ القَريبُ وماذا أنتَظِرُ؟ أيضًا لا أعلَم..

أنا لا أعلمُ أيَّ شئٍ منذُ سنَة وشَهرَين وأربعٌ وعشرونَ يومًا.. ونعم أعُدّ الشُّهورَ والأيَّام فلا يُوجَد ما أفعَلهُ فى حَياتِى على أيَّةِ حالٍ.

-الأوّل مِن سبتَمبِر ٢٠١٥-
-٠٩:٢٠ ص-

فى الوَاقِع لا أُريدُ الإستِيقاظ، لكِنَّ أرَقِي الدَّائِم والذِي يُرَافِقُنِي اللَّيلَ بطُولهِ لهُ رَأيٌ آخَرٌ كالعَادَة، أظَلُّ حَوالىَ النِّصفِ سَاعَةٍ كَجسَدٍ هَامِدٍ على السَّرير، لم أَتحرَّك إنشًا واحِدًا مِن مَكانى، نَظرى مُثبَّتٌ باتِّجَاهِ سَقفِ الغرفَة عِندَ نُقطَةٍ مُحدَّدَة تَدورُ فى مَكانِها بِلا توقُّف لِتسحَبَ معها اهتِمَامِى وتَركِيزي.

هَكذا حَالي دائِمًا منذُ أصبَحتُ وَحيدَةً، لم أجِدُ ما يَدُلُّنى على حَياتِى السَّابِقَة أوعائِلَتى المُختَفيَة، لم أتخطَّ الأمرَ بَعد ولم أعقِدْ صدَاقَاتٍ، ولم أفعَل أيَّ شئٍ يُذكَر غيرَ المُكوثِ فى المَنزِلِ ومُشاهَدَةِ التِلفَاز والبُكَاءِ اللامُتَناهِي.

أُغمِضُ عينىَّ وأسحَبُ شَهيقًا كأننَّى أسحَبُ رُوحِى مِنَ الحَياة، وأزفرُهُ بِشدَّةٍ دَليلٌ على استِسلامِى مِنها.. أفتَحُ عينىِّ تزامُنًا مع آخَرِ ذرَّة هواءٍ فى جَسَدى وأُجبِرُ نَفسِي على النُّهوضِ؛ حتّى لو مِتُّ لا أُريدُ المَوتَ هكذا؛ نائِمَةٌ فمَاتَت'..
ألن يُوجَدَ تَشويقٌ حَتَّى عِندَ مَماتِى؟

نَهَضتُّ لِدَورَةِ المِيَاهِ بِكُلِّ كَسَلٍ وُجِدَ فى الحَياة، نَظرتُ فِي المِرآةِ ورَأيتُ ما أنا مُتَأكِّدَةٌ أنَّنى كُنتُ أخَافهُ فى صِغَري كبَقيَّةِ الأطفَالِ.. شَبَحٌ.

Evanglin | H.SWhere stories live. Discover now