الفَصلُ الثَّانى.

1.5K 145 8
                                    

تَذكِيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
اللهُمَّ إنِّي لا أفتَقِر وأنت رَبِّي، ولا أهلَك وأنت رَجَائي.

* * * * * * * * * *

اليومُ كانَ جيَّدًا عَكسَ مَا توقَّعت، لقد قصصتُ شَعري وأصبَح أجمَل أعتَقِدُ، خرجتُ فى نزهةٍ صغيرةٍ، وأخيرًا تعرَّفتُ على صديقٍ جديدٍ بعد سَنَةٍ مِنَ العُزلة.

بَدَأ هارلي يركُض فى أرجَاءِ المَنزِل وكأنَّهُ يُطارِدُ شخصًا ما لأعلَم ما القَادِم؛ سيُحطِّمُ المَنزِل.

ركَضتُّ خلفَهُ ليَدخُل غرفةِ والِداي ويعبَثُ تحتَ السَّرير، أخرَجَ صُندوقًا وَجدتهُ منذُ أشهُرٍ عِدَّة، إنَّهُ صُندوقٌ يوجَد بهِ الكثيرُ مِنَ الصِّورِ؛ تقريبًا فى كلِّ مراحِلَ حياتي إلى سنِّ التَّاسِعَة عشر، كُلُّها عُبارة عنِّي أنا وأُمِّي وأبي وبعضُها يتضَمَّنُ أشخَاصًا لا أعرِفهُم.

أسئِلَةٌ كَثيرَةٌ يطرَحها عَقلي وأنَا أُشَاهِد تِلك الصُّوَرِ وللأسفِ لا أملِك إجابة؛ وأوَّلهُم هُِو 'لِم تَركَتنِي عَائلتي؟'
لَم أُدرِك أنَّنى كنتُ أبكِي إلا عِندمَا سقطَت إحدَى دُموعي على الصُّورَة فى يدي، مسحتُ عينَاى بِعُنفٍ مُتجاهِلةً ألمَ قلبِي لأُعيد الصِّور إلى الصِّندوق وأضعهُ مكانَهُ أسفَلَ السَّرير.

عدتُّ لغُرفَتي لأجِدُ الخِزانة التى أضعُ بِها المظروفات الشهريَّة، قرَّرتُ جمعِهم لأرى كَم أملِكُ حاليًا؛ على الأقلِّ حتَّى أستَفيدَ منهُم، وضعتُهم جميعًا على السَّرير وأفرَغتُ المالَ مِنهم.. حسنًا بِما أنَّنى كنتُ مُتفائِلةً اليوم سَأُكافِئُ نفسي بِتسوُّق ورُبَّما بعضُ الأشياءِ الأُخرَى.

أتَّجهتُّ لدورةِ المياه لغسلِ وجهي، فوجدتُّ شِفرَة حادَّة مُلقاة بإهمالٍ لأتذكَّرها على الفَورِ، إنَّها الشِفرَة التى كنتُ سأبدأُ بِجرحِ نفسي بِها؛ ومَن يعلَم كانَ مِنَ المُمكِن أن ينتَهي الأمرُ بي بالإنتحارِ لأنَّني كنتُ أمرُّ بِمراحِل انهيارٍ عصبيِّ.

حينَها ومِن وسطَ بُكائى وجدُّتها أمامِى وكأنَّها الحلُّ مِن مشاكِلي ووِحدَتي التى وُرِّطتُّ بِها بِدون ذنبٍ، لكن عِندَما قرَّبتُها مِن مِعصَمي انتَشر الخوفُ في كلِّ أنحاءِ جسَدي؛ وكأنَّ هُناكَ صوتٌ يتَرجَّاني ألَّا أفعل.. فما كانَ مِنِّي إلا أنْ رَميتُها بعيدًا عنَّى وجلستُ على الأرضِ البارِدة لأُكمِلَ بُكائي.

لاحَظتُ  أنَّهُ لا صوتٌ لهارلي، فنادَيتُ عليهِ مِرارًا ولمْ أجِد ردًا مِنهُ، بَحثتُ عَنه لأجِدَه أمامَ بَابِ المَنزِل يقِفُ على أطرَافهِ الأربَعة وينظُرُ لِلأمام.. تنَفَّستُ بارتِياحٍ شديدٍ، لَكِن لفَتَ انتِباهي ظِلُّ شخصٍ في الإتِّجاه الذى كانَ هارلي ينظُرُ بهِ؛ حِينَما دققتُ النَظرَ بهِ جيّدًا واستَقمتُ فى وقفَتي هرَع الشخصُ بعيدًا وكأنَّهُ لا يُريدُ مِنِّي رؤيتهُ.

Evanglin | H.SOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz