الفَصلُ الثَّامِن والثَّلاثُون.

406 32 11
                                    

تَذكِيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
يَ رَبِّ إنِّى قَد مَسَّنى الضُّرُّ وأنتَ أرحَمُ الرَّاحِمين.

* * * * * * * * * *

"وأَخيرًا انتَهينَا."
نَطقَت بيري وهِي تَزفُر ليَنظُرَ لهَا كُلٌّ مِن إيڤانچلين وشيريل باستِفهَامٍ..

"بيري عَزيزَتي، نَحنُ انتَهينَا أمَّا أنتِ فلَم تَتحرَّكِي مُنذُ ثَلاثِ سَاعَاتٍ." رَدَّت شيريل بسَخطٍ لتُؤيِّدُهَا إيڤانچلين "ويُستَحسَن ألَّا تُسمِعينَا صَوتَكِ لنِهَايَةِ الأُمسِيَّة.. مُؤخِّرتُكِ تَشتَكي ألمًا مِن كَثرَة الجُلوسِ."

"أتَحَالفتُمَا ضِدِّي الآن؟ لا تَظُنَّا أنَّ هَذَا الطِّفلَ بمَعِدَتي سيمنَعني مِن رَكلِكُمَا للخَارِج.. عَديمَتَا النَّفعِ." صَاحَت بنِهَايَةِ الحَديثِ ليُديرَا أعيُنهُمَا ويُكمِلاَ مَا يَفعَلانِه ليَدلُفَ إليهَا زين وتَبدَأ دُمُوعُ تَماسِيحِهَا في الظُّهُورِ بكَم هِي تُعَامَل بقَسوَةٍ في هَذَا المَنزِل.

"سَأُعِدُّ بِسكُويتًا بقِطَعِ الشُّوكُولا وأنتِ جَهِّزي المَائِدَة بالخَارِج رَيثَمَا أنتَهِي، حَسنًا؟" سألتَ إيڤانچلين شيريل بأدَبٍ لتُوَافِقهَا وتَدلُفَ خَارِجِ المَطبَخ.

اليَومُ هُو آخِرُ يَومٍ فِي السَّنَة، السَّنَة التِي حَمَلت الكَثيرَ بَينَ خَبَايَاهَا، كَيفَ لعَامٍ وَاحِدٍ أن يُغَيِّرَ كُلَّ شَئٍ؟ الأيَّام تَمُرُّ بشَكلٍ مُرعِب لتَجعَل حَياتَك وكَأنَّهَا مُجرَّدُ غَفوَةٍ قَد استَيقَظتَ مِنهَا لتَوِّك، لا تُدرِك تُغَيُّرَاتِ شَخصِيَّتِك ونُضجَ تَفكيرَك بمُرورِ الوَقتِ، لا تَشعُر بألَمِ فَقدِ شَخصٍ عَزيزٍ عَليك إلَّا عِندَمَا تَنظُر بتَارِيخِ اليَومِ وتَجِدَ أنَّهُ قَد مَرَّ أشهُرٌ عِدَّةٌ عَلى فِرَاقِكُمَا، كَيفَ لشَخصٍ كَانَ كظِلِّك أن يُصبِحَ غَريبًا عَنك بلَحظَةٍ؟ مَن  قَضَيتَ مَعهُ عِيدُ مَولِدك السَّابِق وهَا أنت تُطفِئ شَمعَ مَولِدك الحَالي وهُو ليسَ بجَانِبك.. عَلى الجَانِب الآخَرِ -الجَيِّد- لمُرُورِ الوَقتِ بِسُرعَةٍ هُو وُقُوعُك لشَخصٍ مَا، أتَحَدَّى أيَّ أحَدٍ أن يَعلَم مَتَى وَقعَ لحَبيبهِ تَحدِيدًا، أنتَ فقَط بمُنتَصَفِ عَصرِ يَومٍ مَا تَجِدُ نَفسَك تُحِبُّه، مَتَى كَيفَ ولِمَاذَا لَن تَعلَم؛ الشَئُ الوَحيدُ الذي تَعلَمهُ هُو أنَّ قَلبَكَ يَنبُضُ لَه بدُونِ سَابِق إنذَارٍ..

"بمَاذَا تُفَكِّرين؟" قَطعَ تَفكِيرَهَا بذِرَاعَين إلتَفَّا حَول خِصرَهَا ليَبتَسِمَ ثَغرُهَا فَورًا.. "بِك." اختَصرَت الإجَابَة كَثيرًا لكِن هَذَا الرَّدُّ كَان كَافِيًا لبَثِّ شُعُورِ الدِّفءِ لقَلبهِ.

"بمَاذَا تَحديدًا؟" سَألَ وهُو يَميلُ برَأسهِ عَلى كَتِفهَا "بـ كَيفَ للمَرءِ أن يَقَعَ بحُبِّ أحدَهُم وهُو لا يَشعُر." رَدَّت بَينَمَا لازَالت مُنشَغِلة بتَحضيرِ وَصفَة البسكُويت.

Evanglin | H.SWhere stories live. Discover now