الفَصلُ الثَّامِن عَشر.

1K 95 81
                                    

تَذكيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
اللَّهُمَّ لَك الحَمدُ كمَا يَنبَغي لجَلالِ وَجهِك ولعَظيمِ سُلطَانِك.

* * * * * * * * * *

"على كُلِّ المُسَافِرين إلى المَملكَة المُتَّحدَة البريطانيَّة التَّوَجُّه إلى صَالَة 8."

صدَحَ صَوتُ المُوَظَّفَة فى صَالَةِ الإنتِظَارِ ليَستَقِيمَ مِن مكَانهِ ويَجُرُّ حَقيبَتَهُ خَلفَهُ مُتَّجِهًا إلى المُشَار إلَيهَا، لَم يَنتَظِر كَثيرًا حَتَّى جُهِّزَت الطَّائِرَة لإستِقبَالِ الرُّكَّاب.

جلَسَ فى كُرسيهِ المُخَصَّصُ بجَانِب النَّافِذَة المُطِلَة على خَطِّ طَريقِ الطَّائِرَة والتى ستُطِلُّ بَعدَ دَقائِق على القَارَّة الشَّمَالِيَّة مِن فَوقِ السِّحَاب.

قامَ بمَضغِ العِلكَة لتَقليلِ الضَّغطِ النَّاتِج عَن تَحلِيقِهم فى الجَوِّ الآن، مَعِدَتهُ تُؤلِمهُ منذُ أمسٍ وذَلِك لعَدَمِ تنَاوُلهِ شَئٌ.. هوَ لا يُريدُ الطَّعَام، لا يُريدُ الشَّرَاب أو حَتَّى الفَوزَ بالمَعرِض التَّصوِيرىِّ.. هوَ يُريدُهَا هىَ.

إستَندَ بِرَأسهِ على زُجَاجِ النَّافِذَة بمَلامِح وَجههِ المُتعَبَة لِعدَمِ نَومهِ مُنذُ يَومَين، ذَهبَ تَفكِيرَهُ لمكَانهِ المُعتَاد منذُ مُدَّةٍ طَويلَةٍ..إيڤانچلين.

صَوَّر فى عَقلهِ شَكلُهَا وضَحِكَتهَا التى تُعزَف على مَسَامعهِ كمَعزُوفَاتٍ لبيتهوڤن، أو عِندَمَا تَلمَعُ عَينَيهَا تَحتَ أضوَاءِ النُّجومِ مِنَ السَّعَادَة، إبتِسَامَتِهَا الخَجِلَة عِندَمَا يتَغَزَّلُ بهَا، أو كَيفَ تَنظُر لَهُ بِبُرودٍ عِندَمَا لا يُعجِبُهَا شَئ، دُموعُهَا التى تَعلَقُ فى عَينَيهَا رَافِضَةً النُّزولِ، كُلُّ شَئٍ بِهَا كانَ يَجِذِبهُ نَاحِيتِهَا بشَغَفٍ بهَيَامٍ.. وحُبٍّ.

ضَحِكَ ببَلاهَة وبِمَلامِحَ وَجهٍ مُرهَقَةٍ عِندَ إدرَاكهِ أنَّهُ قَد ترَكَ خَلفَهُ شَيئًا قَد عَمِلَ عَلَيهِ مُدَّة سَبعَةَ أشهُرٍ، فقَط ليَطمَئِن عَلَيهَا عِندَمَا غَابَت عَنهُ لأُسبُوعٍ.

تذَكَّر مَقولَةً مَا قَد قرَأهَا فى إحدَى الكُتُب..
'الحُب يَقع فى المُنتَصَفِ تَمَامًا بَينَ العَقلِ والجُنون، إن مِلتَ خُطوَةً للعَقلِ فإنَّك لَم تُحِبْ يَومًا، أمَّا إن مِلتَ شِبرًا للجُنون.. فإنَّك حَتمًا غَارِقٌ فى الحُب يَا صَديقِى.'

"لقَد غَرِقتُ مِن أعلَى رَأسى إلى أخمَصِ قَدَمى."
همَسَ بخُفُوتٍ لِنَفسهِ مُبتَسِمًا بألَمٍ، رُؤيَتهِ لنَظرَتِهَا وعَينَيهَا اللَّامِعَة عِندَمَا دلَفَ هارى للغُرفَة حَامِلًا بَاقَةِ الوُرودِ كَانَ كَفيلًا لِجَعلهِ يَقتُلهُ فى خَيَالهِ مِائَة مَرَّةٍ.

Evanglin | H.SWhere stories live. Discover now