الفَصلُ السَّادِس عَشر.

1.1K 89 60
                                    

تَذكيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
الحَمدُ للهِ حَمدًا طَيَّبًا كَثيرًا مُبَارَكًا فيه.

* * * * * * * * * *

طوَالَ الأُسبُوعِ الفَائِت كَانَت تُحَاوِل بكَافَّةِ الطُّرُقُ تَأخيرَ المَوعِد المُحَدَّد بقَدرِ الإمكَان، هىَ تَظُنُّ أنَّهَا ذَكيَّة لكِنَّهُ فقَط كانَ يَلعَبُ دَورَ الأبلَه مَعهَا.

"ألا تَرَين أنَّ المُدَّة قَد طَالَت كَثيرًا؟"
قالَ مِنَ العَدَمِ بينَمَا كانَت هىَ تُحَضِّر القَهوَة، لتَترُك مَابيَدِهَا وتَلتَفِت لَهُ.
"مُدَّة مَاذَا؟" سألَت ليَرُدَّ بدُونِ النَّظَرِ إلَيهَا..
"لِمَ مَازِلتِ تَظُنِّينَنى أحمَق أماندا؟ أنا فقَطْ مُتسَاهِلٌ مَعَكِ لِذَا لا تَستَغِلِّى الأمرَ لصَالِحَكِ بطَريقَةٍ سَلبيَّةٍ لأنَّ كُلَّ هذَا سيَنعَكِس عَلَيكِ." تحَدَّثَ بِبُرودٍ عَكسَ مَا بدَاخِلهِ أمَّا هىَ فكَانَت تَنظُر لَهُ صَامِتَةً لا تَعلَم بمَاذَا تَرُدُّ عَلَيهِ.

لقَد إعتَقَدَت أنَّهُ قَد نَسىَ الأمرَ لأنَّهُمَا لَم يتَحَدَّثَا بهِ مِن حينِهَا، ولأنَّهَا كانَت تُحَاوِل جَاهِدَةً مُعَامَلتَهُ كَمَا السَّابِق حَتَّى يتَغَاضَى عَن الأمرِ.. لكِنَّهَا فقَط مُخطِئَةً.

"ستَعُودينَ لَهُ هذَا المَسَاءِ أماندا ولا أعذَارًا تَافِهَة مِثلَ التى كُنتِ تَختَلِقينَهَا."

تحَدَّث بحِدَّةٍ ونهَضَ صَافِعًا المِلعَقة بطَبقً الطَّعَامِ الذى لَمْ يَتذَوَّق مِنهُ وترَكهَا وَحدهَا تُحَاوِل عدَمِ البُكَاء.

ظَلَّت عِدَّة دَقَائِق مكَانَهَا لا تَعلَم مالذى يَجِب عَلَيهَا فِعلَهُ، هى فقَط بينَ دوَّامَاتٍ، بمُجَرَّد أن تُفلِتَ مِن وَاحِدَة إلَّا وتَغرَق بالأُخرَى.

وقَفَت تَمسَحُ بَعضَ الدُّموعِ مِن وَجهِهَا والتى لَم تَشعُر بنُزولِهَا، قَرَّرَت أن تَدخُل لَهُ فى مُحَاوَلَةٍ لاستِمَالَتهُ عَن هذَا الأمر قَليلًا، فـ مَهمَا حدَث هىَ لَن تَستَطيع مُوَاجهَةِ ليام مَرَّةً أُخرَى وأيضًا نايل لَم يُحَادِثهَا ولا مَرَّة على عَكسِ المُتَوقَّع.. فَلا ضَرَرٌ مِنَ المُحَاوَلة صَحيح؟

دلَفَت للغُرفَة وجَدَتهُ نِصفَ نَائِمٍ على السَّريرِ بحَيثُ جُزئَهُ السُّفلىِّ يتَدلَّى عَنهُ، بينَمَا يَدَيهِ أسفَل رَأسهِ ونَظرَهُ للأعلَى.. هىَ لا تُنكِر أنَّهُ مُثيرٌ بهَذهِ الوَضعيَّة لكِنَّها فى الأخِير تَعلَم مَا ورَاء هذَا الشَّكلِ المُحَبَّب لهَا سَابِقًا.

جلَسَت بجَانِبهِ بَينَما وضَعَت يَدَها على فَخذِهِ ليَنتَبِه لهَا لكِن عِوَضًا عَن ذَلِك لاحَظَت هى رَعشَتَهُ فَورَ مَا لامَسَتهُ يَدهَا ليَبتهِجَ جُزءٌ صَغيرٌ بدَاخِلهَا لأنَّهَا مازَالَت تَمتَلِكُ هذَا التَّأثيرَ عَلَيه.

Evanglin | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن