تَذكِيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
رَبَّنَا إنَّك رَؤوفٌ رَحيمٌ، رَبَّنَا عَليكَ تَوَكَّلنَا وإليك أنَبنَا وإلَيك المَصيرُ، رَبَّنَا لا تَچعَلنَا فِتنَةً للذِينَ كَفَرُوا، واغفِر لنَا إنَّك أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ.
* * * * * * * * * *
بغُرفَةٍ بَيضَاءٍ والتِى تَخَلَّلهَا ضَوءُ الشَّمسِ لينُيرَهَا بدِفءٍ بَسيطٍ، بَدَأ لُوى بِفَتحِ عَينَيهِ بصُعُوبَةٍ بَالِغَةٍ كَون المُخَدِّر لا زَالَ سَائِرًا بجَسَدِهِ.
عِندَمَا فَتحَهَا كُليًّا شَعَرَ بِبَعضِ الزَّغلَلَةِ والدُّوَارِ لكِنَّهُ قَاوَم النُّعَاسَ وحَاوَلَ النُّهُوضَ بإرهَاقٍ إلى أن رَفَعَ جَسَدَهُ عَلى السَّريرِ.
نَظَرَ حَولَهُ لا يَعلَمُ أَينَ هُوَ لكِن أَدرَكَ أنَّهُ بالمَشفَى، لا يَتَذَكَّرُ شَيئًا مُنذُ أَمسٍ، آخِرُ ذِكرَى هىَ أنَّهُ تَرَكَ مَنزِلَهُ وذَهَبَ لمَشفَى ليليان ثُمَّ..- رَآهَا تَحتَضِنُ أَحدًا مَا.
عَقَدَ حَاجِبَيهِ بحَنقٍ كَونَ تِلكَ اللَّحظَةِ قَد عَصفَت بهِ حِينِهَا، بَدَأ بالسُّعَالِ ثَانِيَةً ولَم يَستَطِع السَّيطَرَة عَليهِ فضَغَطَ زِرَّ استِدعَاءِ المُمرِّضَة لتَأتىَ سَريعًا.
أَرجَعَتهُ عَلى وَضعِيَّتِهِ ثُمَّ وَضعَت مَادَّةً مَا بالمَحلُولِ المُتَّصِلِ بوَريدِهِ، توَقَّفَ عَن السُّعَالِ لكِن لَم يَكُن يَملِكُ القُدرَةَ عَلى التَّحَدُّث وسُؤالِهَا مَاذَا حَدَث حَتَّى.
"سيَأتِى الطَّبيبُ إليكَ خِلالَ دَقَائِقٍ، عَافَاكَ الله."
أَعلَنَت بابتِسَامَةٍ ليُبَادِلَهَا بوَاحِدَةٍ ضَعيفَةٍ جِدًا، يَشعُر أنَّ رِئَتَيهِ يَشتَعِلانِ نَارًا دَاخِلَهُ، تَنَفُّسُه مُضمَحِلُّ ويَكَادُ يَختَنِقُ مِن انكِتَامِهِ ولا يَستَطيعُ حَتَّى إخرَاجَ صَوتِه.
عَادَت المُمَرِّضَة مَرَّةً أُخرَى ومَعهَا الطَّبيبُ مُمسِكًا بدَفتَرٍ، مَدَّت لَهُ كُوبًا مِن المَاءِ ليَتَسَلَّمَهُ مِنهَا ويَشرَبهُ دُفعَةً وَاحِدَّة عَلَّهُ يُطفِئُ الألَمَ دَاخِلَهُ.
"كَيفَ حَالُك الآن سَيِّد لُوى؟"
بَدَأ الطَّبيبُ ليُحَاوِلَ لُوى التَّحَدُّث فـ خَرَجَ صَوتُهُ مُتَحَشرِجًا.
"مُ-مُتعَب."
هَمهَمَ الطَّبيبُ وهُوَ يُدَوِّنُ شَيئًا مَا بالدَّفتَرِ ثُمَّ تَمتَمَ شَيئًا للمُمَرِّضَة فأومَأت وخَرجَت مِن الغُرفَة.
"ألَا تَعلَم مَاذَا حَدَثَ لَك؟"
صَمَتَ لُوى قَليلًا يُفَكِّرُ وتنَحنَحَ حَتَّى يَستَطيعَ التَّحَدُّث.
"مُنذُ مُدَّةٍ أُعَانِى سُعَالًا، تنَاوَلتُ دَوَاءًا مُهَدِّءًا وظَهرَت نَتيجَتَهُ سَريعًا، ثُمَّ مَا لَبثتُ حَتَّى عُدتُّ أَسوَأَ مِن ذِى قَبلٍ، وأصبَحتُ لا أستَطيعَ السَّيطَرَةِ أو التَّنَفُّس جَيِّدًا، وبصَقتُ دَمًا مَرَّتَين أَظُن."
"أرَى ذَلِك."
