تَذكيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
أَعوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وسُوءِ الكِبَر، وأَعوذُ بِكَ مِن عَذَابٍ فى النَّار وعَذَابٍ فى القَبر.
* * * * * * * * * *
جَالِسٌ بمَكتَبهِ لإنجَازِ الأعمَالِ المُترَاكِمَةِ عَلَيهِ مُنذُ مُدَّة، حِينَمَا قَطَع رَنينُ هَاتِفَهُ صَوتَ السُّكون ليَتأفأف فهُوَ لا يَحتَمِلُ شَيئًا الآن.
"ماذا!"
"هَل دَائِمًا مَا تُحَادِثُ الأشخَاصُ هكَذا؟"
أتَى صَوتَهَا مَازِحًا بطَريقَةٍ مَا ليَنحَرِجَ على أُسلوبهِ الوَقِح.
"ا-أعتَذِر فَقَط ضَغطُ العَمَل."
"لا عَلَيك، إتَّصَلتُ لأُخبِرَك أنَّنى مُتفَرِّغَةٌ اليَوم لمُنَاقَشَةِ أمرِ الدَّمج.. أيُنَاسِبُك؟"
"بالطَّبعِ يُنَاسِبُنى، بَعدَ نِصفِ سَاعَةٍ لاقِينى بمَقهَى روزينلين سَآتى فَورًا."
"أنتَظِرُك."
أغلَقَ الخَطَّ وهوَ يَرتَدى سُترَتَهُ سَريعًا لتَدخُل چينا ببَعضِ المَلَفَّاتِ وترَاهُ مُستَعجِلًا.
"أرجُو أن يَكُونَ مَا بِبَالى خَاطِئًا وأنَّكَ لَن تَخرُج وتَترُك كُلَّ هذَا العَمَل فَوقَ عَاتِقى!"
"أنتِ مُحِقَّة."
ترَكَت المَلَفَّات تَسقُط أرضًا وهرَعَت للبَابِ تَقِف أمَامَهُ كحَاجِزٍ وكَأنَّهَا بذَلِك تَمنَعهُ مِنَ الخُروج.
"إبتَعِدى چينا أأنتى حَمقَاء؟"
"أنجِز مَهَامَك ثُمَّ أُخرُج أينَمَا شِئت إن أرَدتَّ السَّفَرَ للمِرِّيخ حَتَّى!"
"أنا ذَاهِبٌ مِن أجلِ العَمَلِ أيضًا، هَيَّا إبتَعِدى وحُلِّى بمَكَانى رَيثَمَا أَعود."
أبعَدهَا عَن البَاب وخرَجَ تَارِكهَا تَلعَنُ اليَوم الذى عَمِلَت بهِ فى الشَّرِكَة، دلَفَ لسَيَّارَتهِ سَريعًا وهوَ يقُود باتِّجَاه المَقهَى، لا يَعلَم لِمَ هوَ مُستَعجِلٌ هكَذا.. أو يَعلَم.
وصَلَ ولاحَظُهَا تَترَجَّل مِن سَيَّارَتِهَا ليَبتَسِم وهوَ يَسيرُ باتِّجَاهِهَا.
"فى المِيعَادِ تَمَامًا آنِسَة ماكينزى."
"لا أتَأخَّر عَنِ العَمَلِ عَادَةً."
"وهَذَا مَا نَالَ إعجَابى."
إبتَسَمَت لَهُ بخِفَّة وسَارَا سَويًا نَاحِيَةَ المَقهَى، بَعدَ جُلوُسِهمَا وطَلَبِ القَهوَة فتَحَت أمَامَهُ مِلَفًا ليَعقِد كَفَّيهِ سَويًا.
"هَذا يَحمِل كَافَّة نَتَائِج الإحتِمَالات الجَيَّدة والسَّيئَة لشَرِكَتَينَا مِن بَعدِ الدَّمج."
"لا تُضَيِّعينَ وَقتَكِ أيضًا.. رَائِع."
"سَيِّد ليام، لقَد قَطَعتُ وَعدًا عَلى نَفسِى أن أجعَل شَرِكَة وَالِدى أكبَر شَرِكَة فى مَجَالِهَا وسَأُنَفِّذ.. أنا أعمَل لا ألهو."
"إن كُنتِ تُريدِينَهَا الوَحيدَة لِمَ تُريدِينَ هذَا الدَّمج؟"
"لَم أقُل الوَحيدَة، وكَمَا قُلت لَكَ سَابِقًا بَعدَ دِرَاسَاتٍ لهَذا الأمر وَجَدتُّ إستِفَادَاتٍ عِدَّة لكِلَينَا.. وبالطَّبعِ لَن أُضَيِّع الفُرصَة بسَبَبِ تَنَافُس لَيسَ لَهُ نِهَايَة."
