الفَصلُ العِشرُون.

1.1K 103 89
                                    

تَذكيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
إنَّا للهِ وإنَّا إلَيهِ رَاجِعون، اللهُمَّ أجِرنى فى مُصيبَتى وإخلِف لى خَيرًا مِنهَا.

* * * * * * * * * *

أوقَفَ هارى سَيَّارَتهُ أمَامَ مَنزِل إيڤانچلين بَعدَمَا إضطَرَّ ليام لَتَغييرِ وِجهَتهِ للشَرِكَة، تَارِكهَا مَع هارى لتَوصيلِهَا والذى ضَرَبَ رَأسَهُ بالمُقَوِّد عِدَّةَ مَرَّاتٍ عَندِ عِلمهِ بالأَمرِ.

طَوَالَ الطَّريقِ كَانَا صَامِتَين، هِىَ غَاضِبَةٌ مِنهُ بَينَمَا هُوَ يُفَكِّر بِمَا أصَابَهُ بالفَترَةِ الأخيرَة.. كُلُّ مِنهُمَا يُفَكِّر بالآخَر بِدُونِ عِلمهِ.

"كُنتُ أستَطيعُ العَودَة وَحدِي، تَعلَم." قَالَت شِبه غَاضِبَة ليُجِبهَا بِلا مُبَالاة.. "حَسنًا."
شَغَّلَ المُحَرِّك ثَانِيَةً بَينَمَا يَعكِس طَريقَ القِيَادَة لتَنظُر لَهُ مُستَفهِمَة..
"مَاذَا تَفعَل؟"
"أذهَب للمَشفَى، حَتَّى تُرينَنى أنَّكِ تَستَطيعِينَ العَودَة وَحدَكِ كالبَالِغين وسأُحضِر لَكِ الحَلوَى."

"تَوَقَّف!"
صاحَت بحِقدٍ ليُوقِفَ السَّيَّارَة ويَنظُر لهَا بِبرَائَة..
"مَاذَا؟ هَلْ فعَلتُ شَيئًا خَاطِئًا؟"
نظَرَت لَهُ بعَينَينٍ مُتوَسِّعَةٍ بَينَمَا سَمِعَ صَريرَ أسنَانِهَا لتَصيح..
"أُقسِم سَأُجَنُّ مِنك!"
فتَحَت بَاب السَّيَّارَة لتَخرُج وغَضبَها لَم يَنمَحِ، لكِن بمُجَرَّدِ أن أخرَجَت قَدمَهَا تذَكَّرَت شَيئًا جعَلهَا ثَابِتَة لعِدَّةِ ثَوَانٍ.. عَادَت مكَانَهَا بهُدوُءٍ وأغلَقَت البَاب.

نظَرَ لهَا بجُمُودٍ ثُمَّ أردَف..
"هَلْ تُريدِينَ مِنِّى إحضَارَ بَطَّانيَّة؟ تَعلَمين.. لتَبيتِينَ فى سَيَّارَتى."
كَانَ الحُزنٌ بَادٍ على وَجهِهَا وبصَرهَا مُوَجَّه لأصَابِعهَا..
"هَلْ مِنَ المُمكِن ألَّا تَسخَر مِنِّى؟ أنَا خَائِفَة."

لانَت مَلامِحَهُ قَليلًا وتَرَدَّدَ فى بَادِئ الأمرِ لكِنَّهُ فعَلَ على أيَّةِ حَالٍ؛ رفَعَ رَأسَهَا المُنخَفِض ونظَرَ لعَينَيهَا..
"مِمَّا أنتِ خَائِفَة؟" همَسَ بخُفوتٍ لتَبتَلِع..
"مايكل يَعلَمُ طَريقَ مَنزِلى."

هَمهَم بتَفَهُّم ثُمَّ أبعَدَ يَدَهُ عَن ذَقنِهَا وظَلَّ صَامِتًا لدَقيقَة بَينَمَا هىَ لا تَعلَم مَاذَا تَفعَل الآن، وبنَفسِ الوَقتِ مُحرَجَةٌ مِن وُجودِهَا مَعهُ.. تَظُنُّ أنَّهُ مُستَاءٌ مِنهَا.

"هَيَّا."
نطَقَ بهَذَا وهوَ يَخرُج مِنَ السَّيَّارَة لتَتبَعهُ على الفَور..
"هَيَّا ماذَا؟"
"سَأبيتُ مَعكِ.. حَتَّى لا تَشعُرينَ بالخَوف."
قَالَ بِبسَاطَةٍ لتَرمُش عِدَّة مَرَّاتٍ مُستَوعِبَة الأمر..
"مَا..-فِعلًا أنت-.. أقصِد هَلْ ستَفعَلُ حَقًا؟"
"أجَل."
إرتَسَمَت إبتِسَامَة بَسيطَة على ثَغرِهَا لتَحتَضِن كِيسَ دَوائِهَا بِبلاهَة..
"أشكُرُك."
عَقدَ حَاجِبَيهِ بخِفَّةٍ وعلى وَجههِ إبتِسَامَة جَانِبيَّة ثُمَّ أردَف..
"لِمَ هَذهِ السَّعَادَة؟ لَن نَكونَ سَويًا بنَفسِ الغُرف..-"
لَمْ يُكمِل الجُملَة لأنَّهَا ضَرَبتهُ بكِيسِ الدَّوَاءِ على صَدرهِ بِقُوَّة..
"أيُّهَا المُنحَرِف!"

Evanglin | H.SWhere stories live. Discover now