الفَصلُ السَّابِع والعِشرُون.

1.1K 105 42
                                    

تَذكيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
سُبحَان اللهُ، والحَمدُللهِ، ولا إله إلَّا الله، واللهُ أكبَر.

* * * * * * * *

فَتحَت چوسلين بَابَ شَقَّةِ نايل ليَدخُلا مَعًا، كانَ نايل بحَالَةٍ يُرثَى لهَا بَعدَ رُجوعهِ مِن آيرلَندَا.. لَمْ تَترُكهُ چوسلين بَل ذَهبَت مَعهُ وعَادَت برِفقَتهِ أيضًا.

تَعجَّبَت مِن تَركِهِ لوَالِدَته وشَقيقَه هُنَاك وعَودَته لفِرَنَسَا لكِنَّهُ أخبَرَهَا أنَّهُ سيَعُودُ فقَط لتَصفِيَة عمَله هُنَا.. لَمْ تُعَلِّق كَثيرًا وفَضَّلت أن تَترُكهُ عَلى رَاحَتهِ.

ارتَمَى عَلى الأريكَة بقَميصهِ شِبهُ المَفتُوح وجَسَده الذى أصبَحَ هَزيلًا جِدًا، عُيونَه قَد تَكوَّنَت أسفَلُهَا دَوائِرًا سَودَاء ووَجههُ ذَابِلًا.. لَمْ يَكُن نايل الذى تَعرَّفَت عَليهِ أبَدًا.

أغلَقَت البَاب ووضَعَت الحَقائِب برُكنٍ لتَفريغِهَا لاحِقًا، نَظرَت لنايل مُغمَض العَينَين وتَمَنَّت لو أنَّهَا تَستَطيع أن تُزيحَ هَذا الثِّقَلَ والحُزن مِن قَلبهِ، ستَتحمَّل أىَّ شَئٍ فى سَبيلِ رَاحَتهِ فقَط لكِن هَذا كانَ مُستَحيل.

تنَهَّدَت واقتَربَت مِنهُ قَليلًا..
"هىّ نايل، ألا تُريد أن تَأكُلَ شَيئًا؟ أنتَ لَمْ تَأكُل مُنذُ الصَّبَاح؟"
لَم يَرُد عَليهَا واكتَفى بالإيمَاءِ نَفيًا، زَمَّت شَفَتَيهَا بخَطٍّ مُستَقيمٍ وصَمَتَت، تَعلَم أنَّهُ لَن يَفعَل شَيئًا غَيرَ البَقَاء صَامِتًا هَكذَا أو البُكَاء وَحدَهُ.

"أينَ لوسيندَا؟" نطَقَ بَعدَ مُدَّةٍ مِن الصَّمتِ وسَعدَت چوسلين قَليلًا أنَّهُ قَد بَدَأ بفتحِ حَديثٍ مَعهَا.
"تَمكُث مَع أُختى چاى طوَالَ تِلك المُدَّة."
"أُريدُ أن أرَاهَا، هَل يُمكِنُنى؟" تحَدَّث وكَأنَّهُ يتَوسَّل لتَستَقِم چوسلين وتَحتَضِنهُ..
"بالطَّبع ناي، يُمكِنُكَ رُؤيتَها والبَقَاء مَعهَا مِثلمَا تَشَاء."
"أحضِريهَا لى فى الغَدِ أرجُوكِ."
"سَأفعَل لا تَقلَق.. هَل تَرتَاحُ قَليلًا؟" تنَهَّدَ نايل بهُدوءٍ ثُمَّ أردَفَ بَعدَ مُدَّة..
"أُريدُ الذَّهَابَ لأيِّ مَكانٍ، أشعُر بالاختِنَاقِ هُنَا."
"أىُّ شَئٍ لَك، هَيَّا لنَخرُج." رَدَّت چوسلين بمَرَحٍ عَلَّهَا بذَلِك تُخرِجهُ مِن كَآبَتهِ، هَندَمَ نايل نَفسَهُ ثُمَّ خرَجَا سَويًّا مِن الشَّقَّةِ إلى السَّيَّارَة.

خَفَّضَت چوسلين صَوتَ المِذيَاعِ لتَبدَأ الحَديثَ مَعهُ، فهُو صَامِتٌ وهىَ لا تُريدُ هَذا..
"أُتريدُ الذَّهَابَ لمَكانٍ مُعَيَّن؟"
"حَانَة." نظَرَت لَهُ بتَعَجُّبٍ ودَهشَة، فهىَ لَم تَرَهُ يَشرَبُ أىَّ شَئٍ مِن قَبل فلِمَ يُريدُ الآن حَانَة؟
"أَأنتَ مُتَأكِّد نايل؟"
"نَعم، لَن أثمَلَ لا تَقلَقى."

Evanglin | H.SWhere stories live. Discover now