الفَصلُ التَّاسِع والعِشرُون.

1.1K 91 49
                                    

تَذكِيرٌ قَبلَ القِرَاءَة..
اللَّهُمَّ إنِّى قَد مَسَّنى الضُّرُّ وأَنتَ أَرحَمَ الرَّاحِمين.

* * * * * * * *

فى تَمَامِ السَّابِعَة صَبَاحًا تَرَجَّل زين مِن السَّيَّارَة مُسرِعًا إلى المَشفَى، ومِنهَا إلى غُرفَةِ بيرى إلى أَن أَوقَفَهُ الطَّبيبُ.

"أَهلًا سَيِّد زين، بَاكِرًا جِدًّا." قَهقَه الطَّبيبُ چونز ليَبتَسِمَ زين بخِفَّةٍ.. "أَهىَ جَاهِزَةٌ للخُروجِ؟"
"نَعَم بالطَّبعِ، ولَن تَأتىَ ثَانِيَةً إلَّا للضَّرُورَة.. فقَد أصبَحَت بخَيرٍ، وُصُولُهَا للشَّهرِ الرَّابِع بحَدِّ ذَاتِه جَيِّدٌ جِدًّا."
تَهَلَّلَت أسَارِيرُ زين لسَمَاعِه تِلك الأخبَارُ الجَيِّدَة.
"أَشكُرُك أيُّهَا الطَّبيبُ."
كَادَ زين يَحتَضِنُه مِن شِدَّةِ سَعَادَتهِ لكِنَّهُ تَمَالَك نَفسَهُ.

ذَهَبَ مُسرِعًا لغُرفَتِهَا وفَتحَ البَابَ ليَجِدَهَا مُتَسَطِّحَة عَلى السَّريرِ، وبمُجَرَّدِ رُؤيَتِهَا لَهُ ابتَسَمَت بتَعَبٍ، اتَّجَه نَاحِيَتَهَا وجَلسَ بجَانِبهَا تَمَامًا، أمسَكَ يَدَهَا ليُقَبِّلهَا ثُمَّ بَدَأ..

"لَدَىَّ أَخبَارٌ جَيِّدَة، سَنَعُودُ للمَنزِل سَويًّا."
"يَا إلهى وأَخيرًا.. أَشعُرُ أَنَّنى قَد نَسيتُ كَيفَ تَبدُو الشَّوَارِعُ ووُجوهِ النَّاسِ."

سَاعَدَهَا فى ارتِدَاءِ مَلابِسٍ جَديدَة، كَانَت حَرَكَتُهَا بَطِيئَة نَظَرًا لشِدَّةِ إنهَاكِهَا وأيضًا بَطنُهَا الكَبيرُ نِسبيًّا الآن.

"هَيَّا بِنَا زين، فَلَن أشتَاقَ لهَذَا المَكَانِ أبَدًا فى حَيَاتى كُلِّهَا."
خَرَجَت بيرى تُحَاوِل السَّيرَ بسُرعَةٍ لكِنَّهَا كانَت تَتَأَرجَح عَلى جَانِبَيهَا مِثلَمَا يَسيرُ البِطريقُ تَمَامًا.. قَابَلت الطَّبيبُ وكَادَ سيُحَدِّثَهَا لكِنَّهَا لَم تُلقِ لَهُ بَالًا وأَكمَلَت طَريقِهَا للخَارِج.

"اعذِرهَا أَرجُوك.. كسَجينٍ أُطلِقَ سَرَاحُه."
حَدَّثَهُ زين وهُوَ يُغلِق الحَقيبَة ليُقَهقِه الطَّبيبُ.

"لا عَليك، المُهِمُّ هُوَ ألَّا تَنسَى مِيعَادَ حُقَنَتِهَا اليَومِيَّة، إن فَاتَ مِيعَادٌ وَاحِدٌ سيَكُونُ هُنَالِكَ أضرَارًا جَسِيمَةً.. وأيضًا تَحَمَّل تَقَلُّبَات مِزَاجِهَا."
تَنهَّد زين وزَمَّ شَفتَيهِ مُومِئًا لحَديثهِ، بَعدَ إلقَاءِ التَّحِيَّة خَرَجَ مِن المَشفَى ليَجِدَ بيرى تَتعَارَك مَع بَابِ السَّيَّارَة.

"هَذَا اللَّعينُ مُعَطَّل!"
كانَت تُمسِكُ بهِ بكِلتَا يَدَيهَا وتَصرُخ بهِ، هرَعَ إليهَا سَريعًا وأَبعَدَهَا عَن البَابِ.
"مَا بِهَا هَذهِ السَّيَّارَة هَل أَصبَحَت خُردَة!"

Evanglin | H.SWhere stories live. Discover now