- الجُزء العِشرين.

552 27 1
                                    

في تلك الليله المشؤومه ، تحول كل شيءً للأسود و الرمادي ، غدت كل الألوان باهته ، ومع مرور خمس سنين على ما حصل ، لازال يذكر كل شيء و كأنه حصل بالأمس ، كانت ليله شتويه بارده ، خرج من النافذه لوحده تاركا ملاكه الصغير خلفه واعدا إياها أنه سيعود بعد عده سويعات ، لكنه لم يعد ، ولن يعود أبدا ، هو إستيقظ في ساعات الفجر الأولى على صوت سيارات الشرطه و صراخ و نواح مارشيل.
هو لم يكلف نفسه بنزول السلالم ، هو حرفيا قفز من النافذه للارض عاري القدمين و لوشيان بين ذراعيه ، هو أخذ يبكي و يبكي بعنف حين سمع ما سمع ، و رأى ما رأى .
فقط الجلد هو ما بقي منه . قال الشرطي.
هو فقط أنزل لوشيان من يداه و ركض بإتجاه مارشيل ليتأكد مما سمع .
رفع رأسه حين سمع صراخ المعلم : هيا يا أنجيلا ، إشرحي لي ما قلته للتو.
هو وقف بجمود و أخذ يقول م تمليه عليه جيما الجالسه بجانبه .
المعلم : إجلسي ، و ركزي أكثر.
جلس بسكون و يد جيما تظغط على يديه : لا تهتم بلاك.
هو إبتسم لها و ظغط على يدها .
هو عاد لعالمه الآخر حيث كين و ذكرياته فقط.
________
أخذ يجفف خصلات شعره القصيره و هو يبتسم للوشيان الجالسه في حظن جيما ، الغرفه حرفيا فارغه من الإنس ، التؤم مايا و ماريا عادت والدتهم لتأخذهم من الميتم ، أما سيلين و مارسلين فقد تبناهما رجل في الخامسه والعشرين من العمر ، هما فقط أزالا كل الأسره و إحتفظا بسرير كين و بلاك سابقا ، طبعا إظطرت جيما لذلك يعد إلحاح بلاك الشديد على ذالك.
________
إنها الساعه الرابعه فجرا ، و الأرض ممتلئه بدموع السماء ، خرج بلاك من الميتم و أخذ يمشي على الأسطح و الجدران ، يتمتم بأغنيته المفضله الوحيده ، و دارك يحوم حوله ، الهواء البارد يرتطم بجسده لكنه لا يكترث ، تناول الناي من جيبه و أخذ يعزف بهدوء ، هو فجأه تذكر مستشفى مرضى السرطان و كيف أخل بوعده لأرينا ، هو تبرع بشعره لهم و حصل على شعر قصير ككين سابقا ، حرك شعره بهدوء و ألقى نظره خاطفه على غرابه ، حط دارك على كتف صاحبه و أخذ يصيح ليخترق صوته سكون الليل.

إِبن الجِن.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن